أخبار مصر

مثلث الحياة الزوجية السعيدة..من سلسلة سفينة المعرفة

وقت النشر : 2021/09/29 03:00:55 AM

مثلث الحياة الزوجية السعيدة..من سلسلة سفينة المعرفة

بقلم: ممدوح الحوتي

أعزائي القراء الكرام طبتم وطاب مسعاكم وأهلا ومرحبا بكم على متن سفينة المعرفة حيث تبحر بكم السفينة اليوم إلى شاطئ جديد من شواطئ العلم و المعرفة مع مقال جديد نبحث فيه معا عن مثلث الحياة الزوجية السعيدة، فهيا بنا لنرى ما هو هذا المثلث وما هي أضلاعه أو زواياه .

بداية أحبائي تمر معظم بيوتنا بمشاكل عديدة ومتنوعة إما لظروف مادية أو اجتماعية أو نفسية أو عاطفية …..ونصيحتي لأى زوجين بثلاثة أشياء فى غاية الأهمية:

النصيحة الأولى أو الضلع الأول من المثلث : أنه إذا حدثت بينكما مشكلة فلا تناما إلا بعد المصالحة حتى ولو طال وقت الحل، لأن النوم على غضب معناه تمكّن الشيطان من القلب والاستيقاظ على انفجار بل انفجارات وغمٍ وحزَنْ،مما لايزيد الطينة إلا بِلة.

والنصيحة الثانية: أيها الزوجان ممنوع النوم خارج حجرة الزوجية وذلك حال وجود مشكلة بينكما، فهذا من شأنه يفسد ولا يُصلح، ولأن العناد يكون سيد الموقف فإن تكرار المبيت خارج غرفة النوم سيكون عنوان هذا العناد، والعناد عواقبه وخيمة على الطرفين .

أما النصيحة الثالثة أو الضلع الثالث من المثلث : إياكم ثم إياكم ثم إياكم أن تجعلوا الأولاد جزءًا من العناد، فيتم إدخالهم فى حوارات الغضب، والتشكى من تصرفات هذا أو ذاك الطرف، أو أن يسمعوا هذا التعدى من أحد الشريكين على الآخر، أو يشاهدوا سقوط الأسرة على الهواء مباشرة،وكل شيء يكون أمامهم على المشاع ،فنرى بعض الأُسر لا مانع عندها من ممارسة هذا الخطل وتطعيم الصغار قسوة الغد بإدخال الفساد إلي القلوب حتى يستقر فيه العطب،ويتشرب الاولاد هذه القسوة وتلك الخطل وتستقر معهم ليكبروا بها ،وربما تنعكس عليهم أو على بعضهم بعد الزواج.

والأهم هنا أن تعلما أيها الزوجان الجميلان أن ارتكاب واحد من هذه الثلاثة خطركبير، فكيف بمن يقوم بها كاملة ثم ينتظر من الأسرة الدفء والرفق وأن يخرج منها يوماً مربيةً أو بطل؟!

لذلك في السطور القادمة سأوجه النصيحة لكل زوج على حدة ثم للطرفين معا …

عزيزي الزوج ..ليست نصائحنا و إرشاداتنا نوجهها للزوجة فقط وكأنها المخطئة دائمًا، أو كأنها هي من يجب أن يتعلم ويتدرب ؛
لكي تجلب لك السعادة،

فالسعادة الزوجية تبدأ منك أنت،أيها الزوج الرجل ،فالمرأة إذا أحست بحنان وحب زوجها واحترامه لها وهبته كل ما تملك،
ووفرت له كل سبل السعادة، واعلم أنها ليست أداة متعة فقط،
و إنما هي إنسانة لها مشاعر و أحاسيس ورغبات وميول ،استمع لها وحاورها، وخذ برأيها ولن تخسر بل ستكسب.

وانتبه أيها الزوج الرجل، فالزوجة ليست بحاجة فقط إلى النفقة والسكن لكنها أيضاً بحاجة إلى كلمة جميلة وقلب حنون وعاطفة تملأ قلبها ،ورحمة تُنسيها تعبها .

دع الزوجة تفضفض وتخرج مابها في حالات الإجهاد من المسؤليات الكبيرة من تربية أطفال وأعباء منزل ..فكثرة الردود وتراشق الكلام لا يأتي بخير أبدا .

أما انتي أيتها الزوجة الأنثى الجميلة: تذكري دائما قول الرسول –صلى الله عليه وسلم-: «أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة». “رواه ابن ماجة”
فلا تنامي وزوجكِ غضبان منكي فبعد أن تهدأ الأمور، وتتأكدي من هدوء أعصاب زوجك ..حاولي المبادرة لاسترضائه، فالواجب الشرعي يقول: إن المبادرة تكون من خيرهما ديناً وعقلاً، أو من أقدرهما في الغضب والرضا،

كما قال أبو الدرداء لأم الدرداء رضي الله عنهما: «إذا غضبتُ فاسترضيني، وإذا غضبتِ أسترضيك، وإلا لم نجتمع».

وحذار من النكد المستمر والشحناء المتواصلة، فهي مثل السوس الذي ينخر في بيت الزوجية حتى يستحيله خرابا ودمارا، وثقي تماما أن البيت المملوء بالحب والهدوء والتقدير المتبادل والاحترام والبساطة في كل شيء خير من بيت مليء بما لذ وطاب وأجواء النكد والخصام متوغلة في كافة أركانه وأجوائه.

واعلمي جيدا أن الكلمة الجميلة تخرج من فم الزوجة تكلل حياته بالفرح والسرور ويشعر وقتها أنه أعظم رجل في العالم ..فيا معشر الزوجات احرصن على الكلمات الرقيقة اللطيفة التي تزين حياتكن الزوجية ، فلا تحرميه من كلمة حب تضعين بها نفسك في أعماق قلبه وتسكنين بها داخله روحه وتملكين بها جوارحه .

وانتبهي..ف‏كل من يدفعكِ ويحرضكِ للتمرد على زوجك فهو غاشٌ لكي.. وإن تظاهر بالنصح والشفقةِ عليكي كائناً من كان .

‏أيتها الأم الرائعة :
أخبري صغارك كم يضحي أبوهم من أجلهم بصحته، وعافيته، ووقته؛ حتى يكونوا سعداء، فليشكروه، ويقدروه، ويدعو له بالخير .

أما نصيحتي العامة لجميع الأطراف
هي يا أحبائي.. أن ‏الحب الحقيقي يأتي بالمعايشة وبالرحمة والعيش في ظل السكينة والرضا والإيجابية .

وتيقنوا أن البيوت المستقرة هى التى لا ينتظر الشريك فيها أخذ الحق أولاً وإنما يؤدى واجبه قبل كل شيء، فكلاكما يجتهد فى العطاء والمنح والهبة قبل أن يسأل عن الأخذ والخدمة والمساعدة، حينها يكون عطاء كل طرف هو أكبر حافز لآداء الواجب بكل امتنان وأخذ الحق بدون طلب أو احتقان.

وكلمة السر هنا هى:

الرغبة فى العطاء من غير مَنّ
وهذه الرغبة تزداد بشدة عندما تكون من الشريكين، والتوقف عنها أو ضعفها يُؤذن بأن الأسرة على وشك الانهيار.
فاستعينوا على إقامة البيوت واستقرار الحياة بالعطاء، وإياكم والمنّ والأنانية.

وفي الختام أود أن أذكركم بملخص مثلث الحياة الزوجية السعيدة.. ألخصه لكم في ثلاث جمل وهم:
لا نوم إلا بعد الصلح.
ولا نوم خارج الغرفة.
ولا علاقة للأولاد بمشاكلكما.

دمتم في أمان الله .

زر الذهاب إلى الأعلى