أخبار مصر

قصائد من وحي الكورونا

بنت الصين

وقت النشر : 2022/02/23 06:45:52 PM

قصائد من وحي الكورونا
بقلم: زليخة زلاقي

1- “بنت الصين”

أڤيروسًا ألا مهلًا علينا
فذي مدني تملّكها العويلُ

وذي صرخاتها دوّت ربوعًا
وليلٌ في دياجيه كحيل

هنا حزنٌ.. هنا صمتٌ رهيبٌ
هنا موتٌ.. هنا ألمٌ يطول

نودعهم أحبتنا بصمتٍ
ودمعٌ من مآقينا هطول

وتعبث بالمشاعر ألف ذكرى
كحلمٍ بات ينشده العليل

فكم شوقٍ كتمناه لهيبا
وكم عذرٍ أبيناه نقول

وكم عمرٍ قضيناه جهولًا
وها كالبرق قد يمضي يزول

فبنت الصين تأتينا زكاما
فتنهشنا وما نفعت حلول

وتجتاح العوالم لا تحابي
وتسكن في عواصمنا تجول

فلا طبٌ.. ولا مصلٌ يداوي
فيلجمها سوى ربٍّ يزيل

وتلك الأرض قد أنّت تناجي
أيشجيها ويطربها الهديل

أتزهر في روابيها زهورٌ
وينبت في مرابعها الفسيل

وتنفطر المدائن حين يرسو
على عتباتها الخطب الجليل

فصبرًا يا حقول الورد صبرًا
يعود الفل والفيح الجميل

ويا ربي لئن عظمت ذنوبي
وإن جمّت فها أنا ذا ذليل

وإن ضاقت بما رحبت دروبي
لأنت النور إن حلكت سبيل

أتيتك سائلًا أرجو ملاذًا
ولي وزرٌ على كتفي ثقيل

نلوذ إليك من ضرٍّ جسيمٍ
رفعناه وأنت به كفيل

2- “عتاب”

عيّروني بالداء وهو قضاء
ليت ما عيّروا بما هو داء

إن يكن هاجت البلايا كياني
إن جفوتم فليس يجدي دواء

كيف يُبلى بخافقي مرتين
أنتمُ والأسى لروحي سواء

خِلتني حين يعتريني مصاب
قد ملأت يدي بمن قد أساؤوا

هل تُراني كتمتكم.. بَيْد أني
صادق هل جزاء صدقي جفاء

3- “كمامة”

كَمّامةٌ تحفظ الأنفاس والرمقا
فعلقوها ولا يُثنيكمُ القَعَسُ

حلاوة الروح لو تدرون غاليةٌ
والله أوصى بني الإنسان فاحترسوا

(مالي أراكم نياما في بلهنية)
والموت مرتقب والداء مفترس

مستهترون بلا وعي ولا فطن
كأنما ما رأوا فتكا ولا درسوا

أيناهمُ صحبةٌ نشتاقهم أبدًا
تحت الثرى قُبروا مأواهم الرَّمَس

بالأمس كانوا هنا واليوم قد رحلوا
نأت مرابعهم والقبر ملتبسَ

ذي صيحتي دعوة لله خالصة
رحماك ربي بنا واللطف نلتمس

4- “كرم”

كرمٌ يُغدِقنا حين اعترانا
هلعٌ شلَّ العرى هد قوانا

مددٌ كالغيث للقحط نعيمٌ
ربنا هل في الرزايا قد قَلانا

رحماتٌ من لدنه للحيارى
نفحاتٌ وستسري في حمانا

يوسفٌ في وحشة الجب يناجي
يونسٌ من ظلمة اليم استكانا

وإلهٌ يسمع النجوى عليمٌ
قال للأمر ألا كن كن فكانا

وتجلت معجزاتٌ سابغاتٌ
وتراءى في الدجى صبحٌ أتانا

قدر الله فبعد العسر يسرٌ
فرجٌ يغشى الدنا لا يتوانى

5- “شعر شعبي”

يا عالم لازم. تهتموا
بكورونا واخطاروا تخموا
بجدية نحاولوا نفهموا
كيف نقضي عليه

يكفينا لعب وتهريج
هو بيتكاثر ويهيج
ومافي حل إلا التسييج
والمرضان الله يشفيه

رح نوعى بس لما نودع
يَللي نحبو ماعاد يرجع
نندهلو وهُو مابيسمع
بتراب الأرض نغطيه

هَيْ غلقوا علينا المساجد
الحرم المكي والمعابد
والمآذن فينا تناشد..
في البيت الفرض نصليه

يكفينا ضحك واستهتار
والتاجي يكفي احتكار
نتكافل ضد اللي صار
والمحتاج لازم نعطيه

نبكي على غلق الجوامع
كم زادت فينا المطامع
ايش فايدة تظلك راكع
وخوك مابتسأل فيه

الضماير لما تموت
يستحسن ان احنا نموت
بكورونا او غيرو نفوت
وضميرنا بحق نبكيه

مابنرتاح احنا لما
ازمتنا بتولد همهْ
واسلامنا يرجع ف القمهْ
والغرب احنا نهديه

كورونا حتروح وتعدي
ومركبنا على فين بتودي
والحلم هيفضل وردي
وافضل احلم بيه

هذا من وحي الكورونا
افتكرونا ولا تنسونا
من شان الله لا تزورونا
لحد ما نْدَاويه

ولَأ الله لازم نتوسل
نتوب وندعيلو نتذلل
يحمينا وعليه نتوكل
والامر كله بإديه

 

تمت المراجعة والتنسيق من قبل فريق ريمونارف الأدبية..

زر الذهاب إلى الأعلى