أخبار مصرمرأةمقالات متنوعة

أبناؤنا مستقبل حياتنا

أبناؤنا مستقبل حياتنا

وقت النشر : 2022/03/17 12:29:49 PM

أبناؤنا مستقبل حياتنا

بقلم:  إيمان عرابي

ما الذي يريده أولياء الأمور في حياتهم وماهو هدفهم المحدد تجاه أبنائهم؟

 جميعهم لهم هدف محدد وهو :

• أن يبقي الأبناء أصحاء معافين بعيدا عن المشاكل .

• أن يحسنوا أداءهم في المدرسة ويصبحوا متفوقين رياضيا .

• أن يعيشوا حياة يملؤها النجاح عندما يصيروا كبارا .

-هنا السؤال كيف أسير بأبنائي على  الطريق لتحقيق هذه الأهداف ؟

– لا توجد وصفة سحرية محددة لتربية الأبناء وتحقيق طموحاتنا في تنشئتهم ليصبحوا ناجحين .

لكن علماء علم النفس قدموا لنا أبحاثا ممكن أن تتنبأ ولو قليلا بالنجاح ولو دققنا النظر نجد أن كثيرا من هذه العوامل وأيضا عوامل كثيرة أخرى تهدي حياتنا أطفالا كما نتمنى . فأطفالنا هم ثروتنا الحقيقية التي يجب أن نستثمر فيا كل طاقاتنا .

و نستعرض فيما يلي بعض ماتوصل إليه العلماء بهذا الشأن :

أولا : الرعاية والعلاقات الأسرية الصحية :

توصلت الدراسات التي أُجريت في جامعة إلينوي وأيضا الدراسة التي أجريت عام 2014 علي 243 طفلا إلي أن الأطفال الذين حصلوا على رعاية في السنوات الثلاث الأولى من حياتهم وأيضا الذين نشأوا في أسر العلاقات فيها بين أولياء الأمور علاقة صحية قد تمكنوا من تحقيق  نتائج أفضل في مرحلة الطفولة من هؤلاء  الذين لم يتلقوا مثل هذه الرعاية وعدم وجود مناخ صحي بين الوالدين، وهذا ما يؤكده ” لي رابي أستاذ علم النفس في جامعة مينوستا ومعد الدراسات السابقة ” مشيرا إلى أن الإستثمار في العلاقات بين الوالدين والأطفال في وقت مبكر يؤدي إلى نتائج إيجابية طويلة الأجل وتتراكم في حياة الأطفال ” . ويؤثر الخلاف في الأسر وخاصة التي شهدت حالات طلاق بالسلب على حياة الأبناء الذين ظلوا يعانون من الاضطرابات النفسية والألم  حتى بعد مرور سنوات عديدة .

ثانيا: تعليم الأطفال الرياضيات في سن مبكر :

مما أكده العلماء خاصة الباحث جريج دنكان الباحث في جامعة نورث وسترن وبعد تحليل إحصائي لحوالي 35 ألف طفل من أطفال ماقبل المدرسة في الولايات المتحدة وكندا وانجلترا وجد العلماء أن تطوير مهارات الرياضيات مبكرا يمكن أن يتحول لميزة كبيرة في مستقبل الأطفال . حيث وُجِدَ أن تعليم الأطفال الأرقام وترتيبها والمفاهيم الأولية للرياضة يساعد في تنمية المهارات الأخرى مثل القراءة وغيرها في المستقبل وليس مهارات الرياضة فقط .

ثالثا : المساعدة في الأعمال المنزلية :

هناك بعض الأراء مثل جولي ليثكوت الباحثة في جامعة ستانفورد ومؤلفة كتاب “كيف تربي شخصاً ” إن دفع الأطفال للمساعدة في الأعمال المنزلية تضعهم في موقع مسؤول لتعليمهم مهارة كيف يكونوا جزءاً من الحياة .

فالأطفال الذين تربوا علي تحمل المسؤلية منذ الصغر يصبحوا موظفين متعاونين بشكل جيد مع زملاءهم ويتحملون عناء العمل ويمكنهم تولي مهام رئيسية بشكل مستقل .

رابعا : تعلم المهارات الإجتماعية :

توصلت دراسة أجراها باحثون من جامعة بنسلفانيا وجامعة ديوك بتتبع أكثر من 700 طفل من جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية بين سن الحضانة وعمر 25 عاما أي لمدة 20 عاما فوجدوا أن هناك علاقة كبيرة بين المهارات الإجتماعية التي اكتسبوها في رياض الأطفال وبين نجاحهم كبالغين بعد مرور 20 عاما . حيث أنهم أكثر نجاحا في حياتهم من حيث حصولهم على شهادات جامعية ووظائف ثابتة مقارنة بأقرانهم من ذوي المهارات الإجتماعية المحدودة والذين غالبا ماكانت لديهم مشاكل قانونية وصعوبة في الحصول على أعمال والاستمرار فيها.

وأوصت كريستين شوبرت مديرة البرنامج في مؤسسة “روبرت وود جونسون” والتي قامت بتمويل هذا البحث أولياء الأموربضرورة مساعدة أطفالهم على تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية في سن الحضانة لأنها من أهم الأمور التي يمكن القيام بها لإعدادهم لمستقبل صحي كما يتمنون .

خامسا : توقعات أولياء الأمور لمستقبل أبنائهم :

من خلال دراسات استقصائية عديدة شملت أكتر من 6 ألاف طفل من مواليد 2001 توصل “نيل هافون” الأستاذ في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس أن توقعات الأباء لأبنائهم لها تأثير كبير علي تحصليهم العلمي والجامعي حيث أنه مايتطلع إليه الأباء في مستقبل أبنائهم يوجهونهم نحوه بغض النظر عن مستوياتهم الإجتماعية والمادية .

 تتوافق هذه الدراسة مع نظرية نفسية تدعي ” تأثير بيجماليون ” والتي ترى أن ما يتوقعه شخص ما من شخص آخر يمكن أن يكون بمثابة نبوءة تحقق ذاتها ” وفي حالة الأطفال فإنهم يرتقون لتوقعات أبائهم خاصة عند تركيز الأباء في استثمار قدرات الأبناء والتركيز علي تنميتها وإبراز تقدمهم ونجاحهم ، وتوجد عوامل أخرى كثيرة تؤثر في مستقبل الأبناء منها مستوى تعليم أولياء الأمور خاصة الأم والوضع الإجتماعي والإقتصادي للأسرة .

ومما سبق نتيقن أن الأسرة وأولياء الأمور هما البنية الأساسية لبناء مستقبل الأبناء وهما محور حياة الأبناء في الطفولة ومراحل المراهقة والشباب .

زر الذهاب إلى الأعلى