رياضة

مَقاصِدُ الرِيَاضَة

وقت النشر : 2022/06/14 02:44:35 PM

كتب: علي الغماري

الرياضة أخلاق ورسالة

الرياضة هي إحدى مشتقات التربية الرياضية بمفهومها الشامل، إذًا لم تقتصر الرياضة على المجهود البدني والعضلي فقط، بل هي أخلاق الشعوب ورسالات التآلف بينهم، والإرث الثقافي الذي تؤصله الملاعب الرياضية، حيث تؤكد الثوابت المُتأصلة وَتُزعزع النفُوس المُترَهِلة وَإسقاطها في دَرك العنصرية، وحيث تجتمع اللُعبة تَحت وَطأة الظروف القاحلة كرسالة محبة وسلام وَتآلُف بين الشعوب، حيث تبعث العديد من الرسائل في السلم والحرب كتأكيد التجانس وَتَناغُم المحبة المجتمعية في السلم، وَبعث رسالة أكثر ذكاء أننا نستحق الأفضل في الحرب، وَيَا لِيتَها تَقِف.

لكن ظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرة التَعَصُب؛ ليس التَعصُّب للفريق التي تنتمي إليه وتشجعه، بقدر ما هو تَعصُّب لهدم الفريق المجتهد للخصم.

 

ظواهر توئد مقاصد الرياضة

إن وُصول التَعصُّب إلى إحدى اللجان المُنَظمة لللُّعبة يُعد أفةً خَطِيرة، وَتِلك ظَاهِرة لا تنتمي إلى أصل اللُعبة التي مفادها احتِرام المُنافس تحت مظلة الروح الرياضية، ووفق مَشروعية اتحاد دُولي ينظم اللعبة بشتىَ فروعها، وعلى رأس تلك اللُعبة “كُرة القدم”، وهي تعد من أفضل الرياضات لما لها من شعبية جارفة.

وهُنا جميعنا نتفق أن تلك اللُعبة بها مكسب وُخسارة، ومن جوهر اللُعبة أن يُهنئ الخاسر الفائز بكل جسارة، حتى يُعِد نفسه مرة أخرى بكل قوة، ويحصد اللقب الذي خسره بالعام المنصرم.

لكن جميعنا نختلف وبشدة عن أي تصرف يميل إلى انحياز اللجنة المنظمة لفريق دون الآخر، حتى وإن كان الفريق الذي نُشجعه، لأن ذلك يعد خروجًا عن القوانين واللوائح  المنظمة لتلك اللُعبة من الجانب الإجرائي، ومن الجانب الأخلاقي يعد خروجًا عن المألوف، وبمَ أن ذلك خروجًا عن النص يؤدي إلى انتشار الخلل إلى ربوع الأجيال الصاعدة، الأمر الذي يُحتم علينا جميعًا أن نتضافر للحد من تلك الظاهرة التي باتت تثبط معنويات الأندية المشاركة، بل لم يقتصر  الأمر على الأندية فحسب، بل يمتد هذا الانهزام المعنوي إلى المنتخب القومي في جُل المسابقات سواء كرة القدم أو غيرها.

 

المصالح الفردية تعارض أخلاقيات الرياضة

إن تلك الخطوات غير المدروسة التي تُغلب مصلحة الفرد على مصلحة المجتمع هو أمر يشوبه الرعونة والتخبط غير المسئول بتغليب مصلحة فردية على مصالح مجتمع ككُل، وليس ذلك من قَبيل الصُدفة ولا المباغتة، بل إن هذا الخلل في ترتيب المباريات والعدول بينها وبين المسابقات القارية والدولية هو أمر يحتاج لنفوس عظيمة توُلي إعلاء مصالح المجتمع على الأهواء والمقاصد الشخصية وعدم التمييز بين فريق وآخر.

 

الرياضة ضمير ومسؤولية كبرى

أن ما يؤثر على اللاعب الواحد بالكاد يؤثر على الفريق بالكامل، وما يؤثر على الفريق الواحد يترتب عليه رجوع مستوى المنتخب القومي الذي يستمد معنوياته من تفوق تلك الفرق، ومن ثوابت الإنجازات التي تُحَققُها  هي المكون الرئيسي والنسيج الداعم له وعصب المنتخب القومي الذي ينبغي علينا جميعًا شحذ همم هذا الفريق وَإعلاء مسئولية الوطن على مسئولية الأشخاص سواء في المسابقات المحلية أو القارية أو الدولية.

على اتحاد الكرة بذل الغالي والنفيس، وتضافر كافة الجهود، وَإعلاء النفوس للحد من ظاهرة العنصرية بين الفرق المنافسة؛ الأمر الذي بات يشكل أزمة حقيقية في الآونة الأخيرة، وامتدت الأذرع إلى المنتخب الوطني.

 

مقاصد الرياضة في نبل أخلاقها

ان الاتحاد القوي لا يخشي أبدًا وجود مدير فني قوي يُبرِز كافة السلبيات التي بمُعالَجَتِها نُنَقِي أنفُسَنا أولاً بِأول، وذلك لكبح جِماح غِرُور كافة الفاسدين والعنصرية المُتنامية في إدارة لُعبَة كرة القدم تَحدِيدًا التي هي إحدى وَسائِل القوة الناعمة للدول، وَوَسيلة لتَرقية الشعوب جَسديًا وَفكريًا وَمَعنويًا.

في حقيقة القول يدور هناك سؤال؛ هل الإنسان عدو نفسه، أم عدو ما يَجهَل، وَكلاهُما محل نظر؟!
حفظ الله مصر، حفظ الله الوطن.

زر الذهاب إلى الأعلى