سلسلة “فقه الغذاء

سلسلة “فقه الغذاء”
الحلقة الحادية عشر “أدوية التخسيس حقيقة أم وهم”
بقلمي: صيدلي محمد السيد

في تلك الحلقة الهامة سنتكلم عن أدوية التخسيس وضبط الوزن المستخدمة في أنظمة الحمية الغذائية، وسنتناول هذا الموضوع في إطار أربعة محاور رئيسية:
أولاً: أدوية تخسيس تم منعها وحظرها
ثانياً: أدوية تخسيس تم السماح بها والتصريح لها واعتمادها
ثالثاً: أدوية تخسيس مساعدة في أنظمة الحمية الغذائية
رابعاً: أدوية تخسيس مستوردة

فهيا بنا نبحر في ذلك المقال وتلك الحلقة الهامة:
أولاً: أدوية التخسيس التي تم منعها وحظرها، وهي تلك الأدوية التي تلعب على الجهاز العصبي المركزي للإنسان وتؤثر على منطقة الجوع والشبع بمنطقة الشهية لديه في قشرته المخية في الدماغ، ومن ثَمَّ تجعل الشخص في حالة شبع دائم؛ بعيداً نسبياً عن إحساس الجوع مما يقلل من شهيته واحتياجه لتناول الأطعمة والمشروبات عالية السعرات الحرارية، وبالتالي يفقد وزنه وتقل أعداد الكيلوجرامات على الميزان.
هذا وقد تم منع وحظر مثل تلك الأدوية بعد التيقن المثبت بالأدلة العلمية والتجارب المعملية والسريرية من آثارها الجانبية البالغة الخطورة والمزمنة الخطيرة على صحة من يتناولونها لغرض التخسيس وفقد الوزن الزائد؛ مثل سوء الحالة المزاجية والإصابة بالأمراض العصبية والاكتئاب ورفع ضغط الدم، وتعريض القلب للجلطات والمخ للسكتات الدماغية المفاجئة والمميتة، كما أنه قد تبين بمجرد التوقف عن تناول مثل تلك الأدوية فإنها كما يقولون بالعامية المصرية “ترجع ريما لعادتها القديمة” فترجع الشهية والميل إلى التهام المزيد من السعرات الحرارية إلى ما كانت عليه بل بكمية أكثر وبميل أشد مما يؤدي إلى السمنة المفرطة المرضية.

من أمثلة تلك الأدوية المحظورة
_المادة الفعالة: السيبوترامين
ومن أمثلتها التجارية: ميريديا meridia، وريدكت ؛ مياوزي سليم Miaozi Slim Capsules

_والمادة الفعالة: كلينبيوترول Clenbuterol

وأيضا الأدوية التي تحوي
_المادة الفعالة: مُستخلص البرتقال المُر Bitter Orange

_والمادة الفعالة: أقراص بلفيك Belviq tablet

_والمادة الفعالة: ساينإفرين synephrine ومن أمثلتها التجارية
:ليبو 6 بلاك  lipo 6 black

ثانياً:
أدوية تخسيس تم السماح بها والتصريح لها واعتمادها من قبل منظمة الدواء والغذاء الأمريكية أو ما يعرف بال FDA
ومن أمثلة تلك الأدوية مايسمى علمياً بمادة الأورليستات ORLISTAT
ومن أمثلتها التجارية: ORLISTAT وأيضاً ORLY و REGIMAX وغيرها الكثير تحت مسميات تجارية متعددة ومتنوعة تتكون بشكل أساسي من تلك المادة التي تسمى “أورليستات”؛
وهي دواء يؤخذ قبل الوجبات الغذائية الأساسية بحوالي نصف ساعة إلى ساعة كاملة فتقوم بتهيئة الجهاز الهضمي لعدم امتصاص المواد الدهنية بعد تعطيل الإنزيم المختص بتكسير الدهون وامتصاصها وتخزينها في خلايا الجسم على هيئة دهون وشحوم زائدة وتخرج مع البراز؛ مما ينتج عنه عدم تراكم وترسب تلك الشحوم والدهون في الخلايا الدهنية وتؤدي بالتالي إلى فقدان الوزن وخسارة كيلوجرامات على الميزان مع استمرار الاستخدام.
احتياطات مع استخدام مادة الأورليستات:
1_ شرب الكثير من الماء عند تناول حبة الأوليستات قبل الأكل بساعة

2_ هناك فيتامينات تسمى [LIPPD SOLUBLE VITAMINS]
أي فيتامينات ذائبة في الدهون؛ ومع خروج الدهون مع البراز فتنخفض مستويات تلك الدهون في الجسم مما يفضل تناولها كمكمل غذائي خارجي بالتزامن مع استخدام كبسولات الأورليستات وهي فيتاميناتA,D,E,K.

3_ عدم الاستغراب أو القلق من تغير صفة وشكل ملمس البراز الخارج حيث يكون أكثر دهنية وزيتية.

ثالثاً:
أدوية تخسيس مساعدة أثناء عمل الحمية الغذائية، وأنظمة ضبط الوزن، وتلك الأدوية أو المكملات الغذائية تعمل من خلال آليتين اثنتين..
_أحدهما: رفع مستوى الحرق في الجسم

_ثانيهما: رفع درجة الاحساس بالشبع من خلال امتلاء الأمعاء وشغل حيز كبير منها عند تناولها مع شرب كميات كافية من المياه

ومن أمثلة تلك الأدوية أو المكملات:
أقراص الخميرة YEAST TAB
SYLOVINA SACHETS
HERBATREND SACHETS
CHROMAX PLUS CAPSULES
CHITOCAL CAPSULES
MERTIMASH CAPSULES
وغيرها الكثير من مسميات تجارية لمكملات غذائية مستخدمة في زيادة معدلات الحرق وخفض الوزن وأنظمة الحمية الغذائية المتعددة.

رابعاً
أدوية تخسيس مستوردة بطريق غير شرعي عن طريق التهريب أو ما يعرف في مجتمع الصيادلة ووسط الصيدليات “بتجار الشنطة” وهي غير خاضعة لرقابة وزارة الصحة وغير مرخصة من خلالهم وأغلبها أدوية مغشوشة ومجهولة المصدر وخطيرة التأثير؛ وتسبب أعراض وأمراض خطيرة على المستوى العقلي والبدني والصحي عموماً.

وفي النهاية نقول:
كل ما ذكر من أسماء علمية وتجارية للأدوية بتلك المقالة لا ينبغي وصفها ولا صرفها ولا تناولها والاستمرار عليها إلا من خلال الطبيب المختص بذلك بعد عمل الفحص اللازم والتحاليل المرفقة والأشعات المتطلبة، فالطبيب المختص يشخص الداء ويصف الدواء؛ والصيدلي يراقب ويقيم ويراجع ويبين الجرعة وكيفية الاستخدام للمريض، لتقديم خدمة طبية ناجحة وممتازة للمريض.

ثم نقول ونكرر دوماً وأبداً كما نبهنا في الحلقات الفائتة أن أفضل طريق نسلكه لعمل حمية غذائية وضبط للوزن ناجح وناجع هو ما يسمى بال LIFE STYLE MODIFICATIONS
أو “تغيير أسلوب الحياة” المعتمد على ثلاثة أركان:
1_ تقليل كميات الطعام الداخلة لأجسامنا
2_ زيادة الحركة وبذل المجهود البدني والنشاط العضلي
3_ استعمال الدواء المناسب المساعد الذي يصفه الطبيب المختص

دمتم أصحاء طيبين، وإلى لقاء قريب بإذن الله.