أخبار مصروزارات

لهم حق البر والرحمة 

وقت النشر : 2023/01/11 11:05:38 PM

لهم حق البر والرحمة 

بقلم : حاتم الغيطاني

مصر.

انطلقت بالسيارة ترافقني زوجتي ومعنا ابنتنا ما زالت جنينًا واتجهنا إلى مدينة المنصورة قبل الغروب لأمر ما… وبعد ما قطعنا نصف الطريق إذا مطب صناعي أمامي قبيل مدخل قرية من القرى

… ضغطت على دواسة مِكبح السيارة؛ لأقلل السرعة فإذا بالمِكبح قد تعطل.. وإذا دقات قلبي تتضاعف… وإذا العين تبرق.. ولساني ينطق ( استر يارب)… حاولت شد مِكبح اليد، فلا نفع ذلك، ولا سد… أخذت الغيار العكسي بعصا الدبرياج؛ فترجرجت السيارة فهدأت السرعة.. كررت المحاولة، والتي قد تعلمتها بالمزاولة… ومررت بلحظات قد تكون فارقة، أو لا فارقة؛ وقد كان لنا بقية في أرزاقنا أنا، و زوجتي، وابنتنا التي لم نرها إلا في صورة خطوط ونقوش يفهمها الطبيب المتخصص ويبسطها لنا من صور الأشعة… حمدنا الله على النجاة.. ونزلت من السيارة والليل قد غطى الدنيا، والطريق شبه مضييء بنور مصابيح صغيرة على أعمدة الكهرباء المتباعدة على الطريق الزراعي … وأخذت أبحث كيف أعود والسيارة تحتاج إلى عامل صيانة، و نحن في يوم الجمعة وهو يوم إجازة… سألت رجلًا على مدخل البلدة التي توقفت فيها السيارة فأشار إلى دكان صيانة على بعد أمتار… ذهبت إليه وأخبرته بماحدث للسيارة فاهتم، ثم تحرك معي وبيده بعض أدوات للصيانة، ثم عمل اللازم، ورفض مُصِرًا أجر الخادم.. قائلًا : ( أنتم ضيوف ونحن أهل البلد بالسلامة يا أستاذ عيييب تحاسبني الخدمة مجاني النهار ده) فشكرته بحرارة…انطلقت بالسيارة، ثم أنهيت مهمة السفر، ثم عدنا إلى البيت سالمين غانمين حامدين الله… تناولنا طعام العَشاء، و بينما نشرب الشاي ونتحدث كعادتنا – المصريين – مع الشاي.. فإذا ابنتي الأخرى تسمع منا القصة، وتتعجب، ثم قالت عبارة كانت هي مفتاح العبرة والبشارة، وربما كانت سبب نجاتنا بالسيارة.. فقالت طفلتي ببراءة  عربيتك يا بابا عِطلت زي عربية جارنا عمي/ منتصر أبو مارينا زميلتي) وقد ذكرتني طفلتنا بقصة الأمس عندما كنا نعود من مدينة ميت غمر وبالقرب من النهر تعطلت سيارة جارنا المسيحي / منتصر ومعه زوجته وبناته فرأيته لكنه لم يرني بسبب ضعف الإضاءة ليلًا.. ولكني اندفعت نحوه دون تفكير فاندهش مبتسمًا للمفاجأة، ثم صممت على تغيير عجلة السيارة بدلًا منه فقد كان في فترة نقاهة بعد إجراء عملية في القلب؛ ولهم حق البر والرحمة.. كما أمرنا الله – سبحانه وتعالى

زر الذهاب إلى الأعلى