أخبار مصر

آفات الأمم 

وقت النشر : 2023/02/18 10:58:05 PM

آفات الأمم 

بقلم: مهندس. طلعت عبدالرحيم 

ثلاث آفات.. الفقر، الجهل، والمرض إذا ما اجتمعوا بأمة قل عليها السلام، فلا تقوم لها قائمة وسط الأمم، وفيما يلي نوضح ببساطة تأثير كل حالة منهم:

– الفقر

الأسرة الفقيرة لا تملك أن تأكل طعامًا صحيًا؛ فكل ما عليها هو سد جوعها بأي شيء، وقد تكون هذه الأشياء ملوثة أو رديئة، وقد تكون مميتة، وماذا تفعل؟ لا يوجد عندها ما يعصمها من هذا.

 يدب الفراق بالأسرة وتكثر المشاكل الحياتية لعدم القدرة على تلبية أبسط حاجاتهم من ملبس ومأكل، فيحدث الفراق وتتفكك الأسر وتتشرد الأولاد لتبتلي بهم الشوارع ويزداد التسول والانحراف، وبالتالي تكثر الجرائم وتزداد الأسر المارقة.

تتعاظم الإجراءات وتزيد ضغطًا على الدولة، فيزيد إنفاق الدولة لمنعها والحد من الجرائم التي تترتب عليها.

وقد لا تفلح الدولة لأن حب البقاء أو غريزة البقاء بداخلنا تجعل الكائن الحي يتحايل ويغامر من أجل سد جوعه، وبالتالي يزداد الإنفاق العام لمنع المجرمين والمارقين ولا تجد خلاصًا لكل ذلك.

ألم يكن الأجدى أن توجه هذه الإنفاقات لضبط المجتمعات ومعاونتهم في سد جوعهم، وهذا أمر وفكر بين.

– الجهل

الأسرة الجاهلة لا تعرف مقومات الحياة ولا تعرف ما لها وما عليها،

ولا تعرف أخلاقيات دينها وأوامره ونواهيه، وتصغي لأوامر السفهاء وهم آفة النماء والعلم الرشيد.

حيث أن الجاهل لا يعرف ما ينفع أو يضر، ويكون منقادً تتملكه أهواء المحرضين والمغرضين والمنحرفين، وتبلى البلاد وتضخ الأموال لمقاومة المنحرفين ولا تفلح، لذا، فمن الأجدى أن تضخ للتعلم والتعليم.

– المرض

نتيجة للفقر والجهل تبلى الأسر بالأمراض وتنتشر فتوهن الأسر وتتلاشى قدرات العمل وتزداد ضغوط الحياة وتسود الطاقات السلبية وتنحسر الإبداعات بالمجتمعات ويزداد الإنفاق لتلاشي الأمراض والوهن وتستنفذ الطاقات للعلاج بلا فائدة، وكان من الأجدى الوقاية وهي خير من العلاج.

كيف نبني الحجر ونحن متناسين بناء البشر؟!

من سيكون الحجر ومن يقوم ببنائه؟

ومن يحافظ عليه؟

كلها أسئلة إذا ما كنا نعقل أيها البشر، ومن هنا لابد أن نرجع لأهمية الأشياء وأن نبني أسس حقيقة البنيان، لا نجمل الجدران وتكون خاوية،

لا نزرع الأزهار في أرض بور قاحلة لا نضيء أنوار وسط هدير الأعاصير الضاربة، فلا جدوى لأن حكمة العمل تأتي وسط حكمه.

– العقل

كمن يزرع ذرة في فصل الشتاء القارص لا تجدي ولا تصلح مهما أنفقت من الأموال؛ فلكل مكانه وأصلح مقوماته، فإذا ما كان الفكر سليم والعمل لكل مكان حكمة ولكل شيء فطنة والشيء يوضع مكان الشي المناسب وما خلق لأجله طبقًا لما فطره الله ووضع ميزان خلقه، وبذلك ستكون الحياة أيسر وأجمل وأفضل، والنماء يكون أسرع

والخسائر تكون بلا قيمة، فلابد من ركوب السلم من أول الدرج وركوب السيارة من أبوابها، ألم يكن هذا الحل الأمثل؟

ولنتعلم من كائنات حولنا، انظر لعصفور أول ما يسعى لإشباع جوعه ثم تنظيف نفسه ثم بناء عشه ثم التكاثر والإنماء ثم الزود على الأعداء

أي يسد جوعه ثم صحته ثم يبني بيته ثم يضمن الأمن والأمان.

فلا أمن ولا أمان قبل سد الجوع وعلاج الفقر والجهل والأمراض، ومن هذا كله نصل أن الفقر والتعليم والصحة مرتبطين معا، ولا يصلح فصل أي منهم عن الآخر لأن الفقر يشمل الغذاء والصحة والتعليم.

ومن هنا، نبدأ بسد حاجة المواطن في غذائه وبالتالي تكون الزراعة هي المقياس الحقيقي لنهضة الشعوب فمن لا يملك قوته لا يملك حريته وصحته وتعليمه.

منذ أن أنشأ الله الخليقة سخر لها الزراعة قبل كل شيء فكان النبات والرعي والماء والهواء وتوالت باقي مقومات الحياة.

كل ما جاء بعد ذلك هو لرغد الحياة وتيسيرها، ولن يكون هو الأساس كما لو كنت تبني سكنا فتبدأ بالأساس القوي ثم ترفع الأدوار ثم تجمل ثم تكيف ثم تؤمن ثم تطور، فلولا الأساس القوي ما صلح ما بعده.

زر الذهاب إلى الأعلى