أخبار مصر

علاقات آمنة

وقت النشر : 2023/03/14 05:25:42 PM

علاقات آمنة

بقلم /هبه حسني

كثر الحديث مؤخرَا عن العلاقات السامة والعلاقات المؤذية والعلاقات التي تستنفذ الطاقة والمشاعر.

وهنا يجب إلقاء الضوء عن أن الشخصية المؤذية في حد ذاتها قد تكون تعرضت لنوع من أنواع الأذى النفسي أو الجسماني أو قد تكون مرت بظروف قاسية في إحدى مراحل حياتها.

تلك الظروف التي كانت عامل في ظهور أسوأ نسخة منها سواء بشكل واعي أو لا واعي.

وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن معظم الاضطرابات النفسية التي يعاني منها البشر ترجع لسنوات طفولتهم الأولى بل وترجع أيضا لمرحله الجنين.

لذلك فبداية تكون علاقات أمنه في حياه الإنسان ترجع إلى تلك الفترة.

حيث أول علاقة آمنه تكون في رحم الأم.

وبعكس المتعارف أن الجنين ينمو جسديا فقط في رحم الأم.

وجد فيما يعرف بمصطلح (تربية الأجنة) أن الجنين ينمو من خلال أربع محاور للنمو.

النمو الجسدي _النمو الذهني _النمو الإجتماعي _النمو الشعوري.

وسنختص هنا بالحديث عن النمو الإجتماعي والنمو الشعوري.

أولا: النمو الإجتماعي

 والذي يختص بعلاقة الجنين بالأشخاص التي تتعامل معهم الأم.

حيث وجد أن الأشخاص التي تشعر الأم بالإرتياح في وجودهم وعلاقتها بهم جيده ينعكس ذلك بدوره على الجنين وعلاقته بهم مستقبلَا.

وكذلك نفس الشيء للأشخاص التي لا تشعر بالإرتياح معهم وعلاقتها بهم غير مريحة.

لذلك من الممكن أن يكون الأب في تلك المرحله عامل سلبي أو إيجابي للجنين من خلال علاقته بأمه.

ثانيا: النمو الشعوري

حيث أن أي مشاعر تشعر بها الأم سواء كانت مشاعر إيجابيه من فرح أو سعاده… الخ.

أو مشاعر سلبيه من حزن أو غضب.. الخ.

ينعكس بدوره على الجنين ويشعر وبتأثر به.

لذلك وبشكل عام فالجنين ينعكس عليه كل ما يحدث مع الأم في مرحلة الحمل.

ثم تلي تلك المرحلة السنوات الأولى في حياة الطفل والتي لها التأثير الحاسم في البناء النفسي للطفل وحدوث ما يعرف بالتوازن الإنفعالي.

ولابد أن يدرك الأبوين في تلك المرحلة أن تربيو الأولاد هو تكليف شرعي سيسألوا وسيحاسبوا عليه وأن الطفل له الكثير من الحقوق عليهم.

وتستلزم تلك المرحلة الكثير من العناية الخاصة للطفل من الأبوين.

حيث يجب فيها تلبية إحتياجات الطفل من التواصل والإحتواء والحب والدعم والشعور بالأمان في ظل محيط صحي بين أبوين متفاهمين متوازنين.

فإذا تم تلبيه تلك الإحتياجات نشأ هذا الطفل وعنده القدر الكافي من التوازن والسلام الداخلي الذي يجعله قادر على التعامل مع صعوبات الحياه.

بل وتمكنه من تقديم الدعم لغيره.

وعلى النقيض الطفل الذي نشأ في ظل علاقه غير آمنه بين أبويه والكثير من المشاكل والصراعات بينهم. ولم يتم تلبيه إحتياجاته التي ذكرناها سابقا.

فهذا الطفل ينشأ في الغالب غير متوازن وغير سوي.

لأنه في الغالب يكرر نمط السلوكيات والمشاعر التي عاشها.

وربما تحول إلى شخص مؤذي بدوره.

لذلك ينبغي لنا أن ندرك أن جذر العلاقات الأمنة وتكوينها يعود إلى بدايات تكوين الإنسان وأن أول هذه العلاقات هيا علاقته بوالديه .

  ولذلك ينبغي على كل إنسان قبل أن يفكر في الإرتباط أن يتشافي و يتعافى من أي صدمات أو ألالام نفسيه مر بها سابقا.

و أن يتأكد أنه أمن وقادر على بناء وتحمل مسؤلية أسرة جديدة آمنة.

وأيضَا ينبغي له أن يتأكد أن شريك حياته أمن.

وأن تكون فترة الخطبة هي الفترة التي يدرس كلا من الطرفين الأخر وأن يضع كلا منهما معايره وقيمه الخاصه. ويتم أثنائها مراعاة المعايير النفسيه والوراثية والتربوية من الطرفين.

حتى ينشأ جيل أمن ومجتمع أمن خالي من السموم والأذى النفسي.

وأشير بالذكر تلك الدراسة التي أجريت في جامعه هارفرد لمده ٧٥ عام والتي ذكرها دكتور محمد طه في كتابه( علاقات خطره) حيث وجدوا أن أكثر الأشياء التي أثرت في حياة الناس الجسدية والنفسية هي وجود علاقات طيبة في حياتهم.

ووجد أن الأشخاص الذين عاشوا

في علاقات طيبة ومريحة هم أكثر مناعة وقدرة على مقاومة الأمراض من هؤلاء الذين عاشوا في علاقات غير مريحة وغير طيبة.

نحن نحتاج أن نوقف صناعة المزيد من الشخصيات المؤذية..

ولنصنع علاقات آمنة من الجذور ومن البداية.. لمجتمع متزن وآمن.

زر الذهاب إلى الأعلى