أخبار مصر

مسلسل “لوتشيا” الحلقة السابعة

وقت النشر : 2023/10/19 04:27:51 PM

مسلسل “لوتشيا” الحلقة السابعة

بقلم: الروائي حسن العربي

فى طريق عودتي إلى روما فتحت المذياع كعادتي على موسيقى وأغانٍ قديمة لكلاوديو فيلا وبافاروتي وغيرهما، وأبحرت بخيالي مع سحر الأنغام، لكن كلمات صوفيا كانت تطاردني طوال الوقت هي سعيدة، وستتزوج من هذا المصري قريبًا، وأنا لا زلت أعاني آثار الجريمة والعنف وما أصابني، رغم مرور كل هذه السنوات، وكل اللقاءات مع الطبيبة النفسية، وهو ينعم بحياته هناك كأن شيئًا لم يكن، وبدأ شيطان الانتقام يراودني.

هكذا أصبح الانتقام منه هو شاغلي الأول، فما أن وصلت إلى روما حتى قررت أن يكون مسرح الانتقام هو الغردقة، كنت أود أن أستدرجه إلى صقلية نفس المكان الذي استباحني فيه، إلا أنني قررت أن أسافر إلى الغردقة، وهناك أمضى من الوقت ما يكفيني للخلاص منه ومن معاناتي.

مضي بعض الوقت في تواصلي مع صوفيا وترتيب السفر والإقامة في شقة فندقية، وألححت عليها ألا تخبر أحًدا عن وجودي أبدًا.

فى طريقي إلى المطار كنت أشعر بخوف شديد من نفسي، ومما أنا عازمةٌ عليه، ومن السفر؛ فهذه أول مرة أخرج فيها من أوروبا، هذا غير خوفي من الحياة نفسها في بلد لا أعرف لغته ولا دينه، والذي يقدمه لنا الإعلام بصورة مخيفة، وكأنني ذاهبة إلى بلاد آكلة البشر، ومن حين إلى آخر كنت أطمئن نفسي بما ترويه لي صوفيا دومًا، وهو صورة مختلفة عنه.

أما في الطائرة، فكان الموقف أكثر إثارة مما كنت أتخيل: أطفال يجرون وآخرون يصرخون وسيدات يرتدين الحجاب وكثير من بني جلدتي، في مزيج يلفت الانتباه من أول لحظة، تمر ساعات الطيران كأنها ثوانٍ، وأضع قدمي على أرض المطار، ومن تلك اللحظة بدأت أشعر بدفء غريب.

استقبلتني صوفيا بفرحة شديدة، واصطحبتني مباشرة إلى الفندق الذي حجزت لي فيه أسبوعًا، وخلاله نختار معا شقة فندقية كما أريد، بالمواصفات التي أريدها، فقد حصلت على تأشيرة بستة أشهر.

زر الذهاب إلى الأعلى