أما بعد:
أحكمت حُبيبتيها، فانهمرَ الدَّمعُ مُتلاحقًا كالسيل!!
علمتْ حينها أنَّها لا تملك دمعها، وأنَّ الأمرَ فاقَ وسعها والكيل
ثم قالت:
كلّ من أوجعني أقسم أني أحب الناس إليه!
أما قبل:
كل الوعود أيقنتها صادقة حين وقت ملاذها
كانت بَر القسم، صادقة، لا كذب، لا نقض في العهد
أما حين فات أوانها، تحل حُلولها، وتبخر ميثاقها
وانقسم القسم لحالٍ جديد، لم تعزم عليه النية.
فلا تتهم أحدًا عاهد البقاء ولاذ وغدر
ولا تتعجب إن كنتم اليوم أحبابًا وغدًا غرباء!!
اليوم حال وأمس حال وغدًا حال أعجب وأبعد عنه!!
ولا تنبهر بمقامات الكلمات حين الوعد!! فالسكر مرشوش حين رشه؛ وغدًا سيذوب كما ذاب وعده.
هذا وسع، وهذه نفس تنازغ، تأمر بالسوء!!
وهناك إنسان في غياهب الجُب، حائر، تائه، يُطيع ويُلبي دون أدنى شعور بالذنب!!
بعض الأشياء وضوحها مخيف، وبعض الحقائق اكتشافها ماتع
قد نتوقف عندها لنُعيد حساباتنا من جديد، قد نستطيع تجاوزها
وربما قد نستغرق وقتًا في إستيعابها.
لكنها حتمًا خيرٌ لنا من أن نبقى نظن أنّ كل الجوانب المحيطة بنا آمنة.
“ فالثمن الذي سندفعُه في تصحيح مسارنا سيكون أقل من الثمن الذي سندفعه فيما لو استمرينا في المسار الخطأ ..”
