أخبار مصر

مرحلة الاستنزاف

وقت النشر : 2023/11/03 11:22:07 PM

مرحلة الاستنزاف

كتبت: سلوى محمد علي

تعد من أصعب المواقف التي مرت علينا في هذه الفترة الحرجة هي نظرات الحيرة والقلق والغضب والاستغراب التي ارتسمت جراء التشتت والتخاذل الملحوظ في الموقف العربي فيما يحدث وفيما يرسم ويحاك من الدولة الصهيونية المغتصبة ومن يساندها في مواقفها المغلوطة أقطاب الدول الغربية الغريبة عن أواصرنا ومعتقداتنا والتي لا تشعر ولا تعبأ بغيرتنا على مقدساتنا وعلى حرمة الأرض التي تماثل العرض لدينا.

أين وحدة الصف العربي في الكلمة قبل الفعل؟

كنا من قبل تحركنا وتلهب مشاعرنا مشاهد القمع والسحل والإبادة التي كانت تقوم بها القوة الغاشمة الصهيونية في أهالينا العزل في فلسطين الأبية، ولكن ما نراه الآن من مظاهر الإبادة الجماعية للأطفال والنساء والشيوخ والشباب يعد إبادة وتدمير وسحق للهوية الفلسطينية عن بكرة أبيها، يقتلون الأطفال بوحشية حتى لا يكون هناك جيل لمستقبل فلسطين، وللأسف لم تحرك ساكنا كل مشاهد الخزي والسحق والقتل والغدر لدى أغلب القيادات العربية بالشكل اللائق لبشاعة الحدث، إلا بإيماءات خرجت على استحياء من تعطل لغة الكلام فانطلقت لغة الجسد غير محتسبة للنتائج حتى لا تضيع اللقطة.

زاد هذا الموقف المتخاذل تعقيدًا وعبئًا على قائد الأمة العربية الذي لا يتوانى عن الدفاع والحفاظ على مكتسبات السلام الشامل العادل للمنطقة العربية، وبالفعل تم ابرفض ببسالة وشرف لكل الإملاءات العربية المتخاذلة ورفض الخضوع للهيمنة الغربية في محو للديون المتراكمة وتخفيف الضغوط المالية، وثبات التصنيف الائتماني مما يتيح لنا سلاسة الإقراض ومنح فترات أطول للسداد بحرية ينتج عنها إنفراجات مالية متعددة للوفاء بإلتزاماتنا الكثيرة ولضمان الاستمرار لحركة التنمية الشاملة المرادة، ولكن لم تؤثر هذه الإغراءات في التنازل عن شبر واحد من أراضينا في سيناء.

وجدت استفزازات كثيرة ترسل إلينا من هنا ومن هناك في استنزاف واضح لكل مبادئنا وقوانا الداعمة للسلم واللاحرب، وإيثار البعد عن ويلات النتائج المدمرة لقرون قادمة، وتبعث برسائل غير عابئة بخطورة المرحلة الحاسمة التي نحن بصددها، ومستغلة حلم وحكمة وكياسة قائدنا المغوار القارئ لكل ما يحدث وحسم بحزم بأنه لابد من وقفة جادة إنسانية لوقف الإبادة الوحشية اللا إنسانية والالتفاف حول طاولة التفاوض للتعايش الآمن من جديد بعيدا عن حلم المد المشبوه في أراضينا.

لا نملك غير التوجه للمولى عز وجل أن يوحد صفوفنا وأن نحافظ على حدودنا التي حاربنا سنوات من أجل تطهير ذرات الرمال المصرية من الاحتلال ويرشدنا للصواب والاستمرار في دعم الإخوة الفلسطينين ومضاعفة قوافل الخير وإغاثة الملهوفين المحرومين في التأكيد عبر جميع المحافل العالمية وتحرك الدبلوماسية المصرية في التأكيد على حقهم المشروع في العيش بأمان في أراضيهم ووطنهم بكرامة وعزة بعيدا عن أطماع الدولة الصهيونية التي لا تتوانى عن اغتيال دولة إسمها فلسطين.

زر الذهاب إلى الأعلى