يُحكى أن أربعةً من الشموع كانوا يملئون الغرفة نورًا وضياء، فإذا بأولهم تتحسس أخبار العالم و ما يدور من حولها ثم تقول باكيةً:
أنا نور الحرية وقد رأيت أن العالم من حولي قد ساده القهر والاستبداد، ولم يعد لي مكان في هذا العالم بعد.
ثم انسحبت بأضوائها رويدًا رويدا حتى انطفأت تمامًا!
انتفضت الثانية لتقول:
أنا نور الحب ولا أرى من حولي إلا ظلمة الكراهية بين الناس فلم يعد لي مكان في هذا العالم أبدًا، لإن استمر فليكن ظلام في ظلام سأطفئ نفسي.
ثم بدأت تنسحب منكسرةً حتى تلاشت عن الأنظار وانطفأ نورها.
نظرت شمعة السلام على ما يجري حولها من حروبِ إبادةٍ ودمار، وكيف أظلمَ المكان بعد انطفاء نور الحب والحرية فقررت أن ترحل وتنطفئ هي الأخرى، وحل مكانها الظلام!
ستائر قاتمة من ظلام انسدلت واغرقت الغرفة فى ظلمة وظلمات!
دخلت الغرفة طفلةٌ وديعة لترى ظلامًا دامسًا قد ساد المكان وبين حيرةٍ وخوفٍ شديدينِ نظرت بشغف وتعلق إلى الشمعة الأخيرة التي لم تنطفئ بعض والتي بادرتها:
لا تخافي فتاتي أنت المستقبل وأنا نور الأمل ولن اتركك وحيدة بل سوف أقوم وأضئ كل الشموع التي انطفأت ليعود النور من حولك.
