أخبار مصر

الثانية فجرًا

وقت النشر : 2023/11/18 01:02:00 AM

الثانية فجرًا

بقلم: منى أحمد إبراهيم

الثانية فجرًا
أو ما بعدها بقليل أو ربما كثير
لا يهم
ما عاد يعنيني الوقت أو طول السهر

أحتاجك….. وبشدة
كالعادة
ثم أما بعد…
عالمي الراحل
أفتقدك حد الجنون
آلمني طول الصمت
ونازعني طول الليل في صبر انتظارك
تزاحمت الكلمات بين ضلوعي
حائرة تتخبط فلم تعد تجد متسعًا لها
تبحث غاضبةً عن مخرج كالبركان
فتخرج من بين شفتي آهات كاللهيب
آهات تعكس كل ما بداخلي من تيهٍ وحيرة
وسؤال يطغى عليّ.. كيف صار لهذا المآل حالنا!
كيف يطال الخريف الزهور في خضم الربيع!
يقولون لي دومًا ويؤكدون أنه لا أحد يستحق نيل حب قلبي البرئ
وأنه مهما واجهت فعليّ الصمود ومواصلة السعي وعدم الاستسلام لليأس والألم والصدمات
فأعقد العزم على التغافل وأدَّعي القوة وأعبس جبيني وكلي جدية واستعداد
أعبئ صدري بأنفاسي ثم أرسم بسمتي على محياي وأخرج للعالمين
ومن جديد…..
تلتقطني الحياة بين حلباتها فتتلقفني
هنا أغنية كانت لنا فيها ذكرى.. فأبكي
وهناك مشهد كان لنا معه لمحة.. فأبكي
أبكيك…
أبكي عمري… فقدانك… هواني… صدمتي… واشتياقي
كم هو قاسٍ على القلب ذلك التظاهر بالقوة!
وكم هو مكلف جدًا!
يأخذ من الروح والطاقة والصمود
كم هو شاق أن تتظاهر بالصلابة والقوة واللامبالاة بينما تتهاوى الحياة بك من داخلك!
تضيع لحظات عمرك في إدعاء ثبات زائف
ولم كل ذلك.. ولأجل من.. ولمتى!!
وكيف تكون الحياة وقد جاءتك صفعات خذلانها من أكثر مواضعها طمأنينة
نأتي إلى العالم بطاقتنا القصوى.. بحماسنا.. بصدقنا
نتخبط بين خيبة وخذلان وانكسار يعقبه آخر
حتى تنضب الطاقة بداخلنا تدريجيا وتخبو معها بسمتنا وشغفنا وحبنا للحياة
وحين نفقد الثقة فيمن حولنا.. وينتهي التوق والشوق إليهم
يعيبون علينا جمودنا الواهي ورفضنا لهم
إلى متى ستعيش ولزامًا عليك إثبات محبتك وحسن نواياك لكل من حولك وعدم نيتك النهائية في إيذائهم
وعن براءتك مما يلفقون لك من خيالات غريبة وقد يكونوا مقتنعين من داخلهم تمام الاقتناع ببعدك التام عنها
أو عن حسن ظنك فيهم دومًا والذي يقابلونه بسوء ظنهم الدائم
ولكن حقًا… لهم ما بداخلهم… ولك ما بداخلك
كم هو حق على نفسك أمام نفسك أن تبدو شامخًا مهما حدث أمامهم!
ولكنه حقًا من السئ جدًا أن تكتم مشاعرك بداخلك
والأسوأ والأشد قسوة وصعوبة هو محاولتك التظاهر بالاستمرار في الحياة والقوة بعد المرور بكل ذلك الألم
والحقيقة هي أنك من داخلك أرق من النسيم
يخدشك هواء الربيع رغم ليونة زهوره ونعومة فراشاته
فما بالك حين يهجم عليك وعلى عهدك.. الخريف
ترى هل يعلمون أن الاعتذار عن كسر الخاطر لا يدرأ وقعه.. وأنه من بعده لا تعود العافية للبدن أبدًا!
لو كانوا يعلمون وقع كسر الخاطر والفرحة والبراءة لما حملهم قلبهم على الإتيان بهم بكل سهولة
غريب أنت حقًا أيها الإنسان…
تزهد فيمن بين يديك… وتركض متلهفًا خلف من زهدك
ثم تعيب على الدنيا وحظوظها
أتعلم!!
لا يهم أي شئ حقًا بعد الآن
لدي الكثير من النعم الرائعة من حولي… ففيم البكاء على من أعطى لقلبي ظهره ونسى خيره وجحد عطاءه
وذم -رغم كل الحب- فيه
……………………………………………..
رسالتي إليك اليوم -رغمًا عن عطشي لحنانك وحاجتي لاحتوائك- حملت ثورتي.. ألمي.. فوران الكلمات بداخلي
ولكن أتعلم!
لقد سامحتهم حقا… رأفة مني على قلوبهم التي لا تعرف أبدًا معنى النقاء والتسامح…
ولعلك تسامحني أنت أيضًا على طول رسالتي
فعذرًا منك وإليك…
يا من تعلمت على يديه جمال التعبير والكلمات

زر الذهاب إلى الأعلى