أخبار مصر

«خبايا العولمة»

"التفكك الأسري"

وقت النشر : 2023/11/24 11:16:16 PM

«خبايا العولمة»
“التفكك الأسري”
بقلم: شـروق سـيد محمود

ما هو التفكك الأسري ومما ينتج وما نتيجته على المجتمع؟!
دعوني أحدثكم اليوم عن قضية بدأ انتشارها يزداد يوميًا في مجتمعنا، قضية نتجت عن انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم اهتمام الآباء بأبنائهم، اليوم أحدثكم عن قضية أو ظاهرة، فهي حالة يعيشها المجتمع الآن، فتوجد كثير من الأسر التي انتشرت بها تلك الحالة، فما هو الضياع للأبناء وعدم تربيتهم على عقائد وقيم سليمة.

وتلك الظاهرة توجد نتيجة ابتعاد الآباء عن أبنائهم وعدم مصاحبتهم ومعرفة ما بداخلهم، وتركهم طوال اليوم لوسائل التواصل الاجتماعي، التي تشكل قيمهم بطريقة لا تتناسب مع البيئة التي يعيشون فيها.
مما يعود على المجتمع بالسلب؛ لعدم معرفة قيم وأصول وعادات هذا المجتمع، وتنشأ عقولهم غير قادرة على إفادة المجتمع؛ لأنهم غالبًا ما يكون قد انتزع من داخلهم حب هذا المجتمع، نظرًا لتلك الاختلافات التي شاهدوها في باقي المجتمعات، فهم يروا أن عاداتهم والتقاليد التي تنادي بها الأسرة والمجتمع ما هي إلا قيود تحكمهم.
وهذا ما صورته لهم عقولهم التي نشأت على لا وعي، نتيجة انشغال الآباء والأمهات عن الأبناء وعدم الاهتمام بقدراتهم وتفكيرهم، وتعليمهم الأصول والقيم الصحيحة، وحب المجتمع، وحب الانتماء للمجتمع الأصغر (الأسرة) والمجتمع الأكبر (الوطن)، مما جعل الأجيال الناشئة غير راغبين في معرفة أوطانهم، مما بها من فرص وأعمال متوافرة لاستقبالهم، وهذا نتيجة ظهور العولمة بشكل كبير، التي جعلت الأجيال الناشئة تنظر نظرة تقليل للمجتمع المنشئ، ولم يكن عندها الرغبة في تطوره، والتمسك به، فالجميع ينظر نظرة أحادية للمجتمع على أنه سلبي بجميع حالاته، وأن هذا المجتمع لن يكن قادر على تحقيق أهداف هذه الأجيال، وهنا نجد أن العولمة هي التي أثرت بشكل كبير في تغيير سلوكيات أبنائنا، وخاصة العولمة الثقافية التي تعمل على تدمير الأخلاقيات وتغيير العادات والتقاليد التابعة للمجتمع، فعلى الآباء الاهتمام بأولادهم حتى لا نصل لأسوأ الأوضاع، ونرى الأجيال القادمة تتطبع بسلوكيات غير مناسبة للمجتمع، أو أن تصور لهم عقولهم التي نشأت على اللاوعي وعلى عدم حب الوطن بفعل أشياء تضر بالمجتمع.

وبعد أن انتهيت من عرض قضيتي أتمنى من السادة الآباء الاهتمام بأولادهم ومعرفة رغباتهم، وعدم تركهم لوسائل التواصل الاجتماعي التي تغير من سلوكياتهم؛ كي لا يحدث خلل بعادات وتقاليد الأسر والمجتمعات، أو حدوث أشياء تلغي هوية المجتمع؛ لأن كلما اتجهت الأجيال القادمة للعولمة الثقافية كلما زاد التأثير سلبًا على المجتمعات.

زر الذهاب إلى الأعلى