أخبار مصر

مدارس الفن التشكيلي “المدرسة الرومانسية”

وقت النشر : 2023/11/27 12:33:33 AM

مدارس الفن التشكيلي
(2) المدرسة الرومانسية
بقلم: مصطفى نصر

نشأت المدرسة الرومانسية في الفن والأدب في أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر كحركة فنية جاءت لرفض جميع الأفكار التي نادت بها المدرسة الكلاسيكية، بل لتهدمها هدمًا، وقامت على مبادئ جديدة كليًا تقوم على التعبير عن العواطف والأحاسيس والتصرفات التلقائية الحرة، كما اختار الفنانون الرومانسيون موضوعات غريبة غير مألوفة في الفن، مثل المناظر الشرقية وكانت هذه الأفكار هي أبرز ما تميزت به العديد من الأعمال الفنية في ذلك الوقت، كالأدب والموسيقى واللوحات الفنية وغيرها، ويمكن القول أنها أعلت من قيم الهدوء والانسجام والتوازن والمثالية والعقلانية، كما أنها ضد التنوير والمادية بشكل عام.

المبادئ العامة والخصائص:-

اشتهرت المدرسة الرومانسية بالمناظر الطبيعية المؤثرة المليئة بالأحاسيس والعواطف، وتعتمد المدرسة الرومانسية على العواطف والخيال والإلهام ولا تخضع لقيود العقل ولا تتحكّم بها الكلاسيكية المفرطة، وركزت على الفرد والذاتية واللاعقلانية والخيالية والعفوية والعاطفية تمامًا مثل الأدب والشعر الرومانسي الذي اتكأ على الطبيعة وجعل مفرداتها تشاركه وجدانيًا في أحاسيسه التي تميل للحزن والبكائية، في ظل واقع استعماري مرير ملئ بالصلف والاضطهاد.

وقام الفن الرومانسي على العواطف والمشاعر والحالات المزاجية بجميع أنواعها بما في ذلك الروحانيات والخيال والغموض. تقدير عميق لجمال الطبيعة.
– وتمجيد عام للعاطفة والحواس وتحجيم سلطان العقل والنزوع إلى الشعور العاطفي والأحاسيس الجيّاشة.
– تركز المدرسة الرومانسية على عواطف الإنسان وصراعاته الداخلية.
– تعتبر المدرسة الرومانسية أن الروح الإبداعية للفنان أكثر أهمية من الالتزام الصارم بالقواعد الرسمية والإجراءات التقليدية. التمرّد على الأنظمة والقواعد الاجتماعية السائدة.
– ركزت المدرسة الرومانسية على إعطاء المرأة منزلتها ومكانتها الفريدة اجتماعيًا.
– لم تهتم المدرسة الرومانسية الفنية بالحياة اليومية المألوفة، بل سعت وراء عوالم بعيدة من الماضي، وحاربت ظلام القرون الوسطى، ونفذت إلى ما وراء أسرار الشرق.
– وأخيرًا تتميز المدرسة الرومانسية بالمبالغة في تصوير المشاهد الدرامية.

من أهم رواد هذه المدرسة:

– يوجيه دي لاكرواه، وهو رسام فرنسي من رواد المدرسة الرومانسية الفرنسية، وله العديد من اللوحات الفنية المحفوظة في متحف اللوفر، وقد أظهر دي لاكرواه اهتمامًا بالفن منذ سن مبكرة، ومن أشهر لوحاته: الحرية تقود الشعب – وموت ساردانابالوس، توفي دي لاكرواه في باريس في 13 أغسطس 1863.
– تيودور جيريكو، وهو واحد من أشهر رسامي المدرسة الرومانسية، وله تأثير أساسي على تطور الفن الرومانسي في فرنسا.
– الرواد الأوائل لهذه المدرسة هم الفنانون الهولنديون بيت موندريان وتيو فان دوسبرغ، الذين ابتكروا طريقة جديدة للنظر إلى الفن، لقد تأثروا بفناني القرن التاسع عشر مثل فريدريك ريمنجتون وبول غوغان. في عام 1939 ، قاموا بتنظيم معرض بعنوان “فريز”. كان مختلفًا تمامًا عن المعارض الأخرى لأنه يحتوي على لوحة واحدة فقط، وما أن يذكر الفن التشكيلي الرومانسي إلا وتبرز أسماء كل من يوجين ديكورا وجوزيف موارد وكاسر ديفيد.

أهم انجازاتهم:

١- خلصوا الفن من سيطرة العقل.
٢- دفعوا نحو بساطة التفكير والتلقائية بعيدًا عن التصنع.
٣. بعثوا الحياة في الألوان الدافئة؛ وأبعدوا الأشكال الفنية من التعقيد والغموض.
٤- المشاعر ميدان آخر برع فيه أبناء الرومانتيكية، فرغبتهم في الثورة على العقلانية جعلتهم يتقنون فن تصوير المشاعر ورسمها، مثل الخوف والقلق والحزن والغضب.
٥- اهتمت الرومانسية التشكيلية بالفلكلور والأساطير والتراث واستلهمت منهم في كثير من أعمالهم.
٦- ظهرت فكرة استخدام عناصر أجنبية في التصميم، مثل إضافة زخارف فرعونية أو آسيوية في التصاميم الأوروبية. ونجد العناصر المصرية تحديدًا منتشرة في أوروبا في تلك الأثناء بشكل كبير، واستلهم كثير من المعماريين تصاميم المنازل والمتاحف، وحتى المتاجر، من الحضارة المصرية القديمة.

وختامًا شئنا أم أبينا، يبقى الإنتاج الخاص بالمدرسة علامة من علامات تاريخ الفن الإنساني، وجزءً من التراث الثقافي والحضاري لبَني البشر. وسواء كان الإنتاج أدبيًّا أو فنيًّا أو موسيقيًّا أو حتى معماريًّا، فبكل تأكيد أثبتت المدرسة نجاحًا كبيرًا. وفي الأغلب، ستجد على الأقل واحدًا من أبناء المدرسة من المفضلين بالنسبة إليك في كل مجال.

—————-
مراجع المقال:
١/ هيغل- الفن الرمزي الكلاسيكي والرومانسي- ترجمة: جورج طرابيشي – طبعة دار الطليعة بيروت ١٩٩٠م
٢/ شوكت الربيعي – الفن التشكيلي المعاصر – طبعة دار هلا للنشر والتوزيع – دمشق ٢٠٠١م
٣/ محمد عزت مصطفى- قصة الفن التشكيلي ج ٣ -PDF موقع مكتبة نور ٢٠٠٤م
٤/ د. صالح رضا ملامح الفن التشكيلي المعاصر – طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب ٢٠٠٧م
٥/ فرانسيسكا ماسا – كتابي الاول في الفن التشكيلي – طبعة منشورات الشهاب – القاهرة- ١٩٠٠م.

زر الذهاب إلى الأعلى