تخاريف شتوية مشهد (4) بقلم: هبة محمد زغلول تغادر الملكة الموكب بمشهد مهيب، مخلفة خلفها بقايا من السحب المتناثرة في إثرِ رحيلها، لعلي بعد رحيلها أستطيع أن أجد بين تلك السحب شئ من بقاياها فألملمه وارتشف منه ليروي ظمأي. لطاما تأثرت بمشهد الغروب وطربت له نفسي وحلمت مع تلك الخيوط الذهبية ورأيتها تداعب الفضاء الأرجواني الفسيح، ظنًا مني إنهماعاشقان متحابان يلهوان. ولكن الآن أصبحت أعلم، ويالسذاجة ما ظننت. فبعد أن ازدادت الجراح وعلى فوق صوتي وحتى صمتي الأنين. أدركتُ إنما هذا اللون الأرجواني هو نزيف مستمر من جراحات الأكوان، وأن تلك الخيوط الذهبية إنما هي القيود التي تحبك القبضة علىالآلام فلا تجد لها مفرًا أو سبيلا. تعلو آهاتي وتزداد غلظة وحِدة أناتي. فأحيا وأموت باللحظة آلاف المرات، وأغيب عن الوعي لبضع لحظات. لأفيق وأصحو على صرخات ونزيف الآهات. وعلى الرغم من قصر هذا المشهد إلا أنه كان أقواها وأعنفها بنفسي، فلقد عصف بما بقيَ من كياني. ولكن لماذا إلى الآن لم أسقط ؟!
