أخبار مصر

أعشق مصر

وقت النشر : 2024/04/26 06:14:00 PM

أعشق مصر

بقلم/إسراء سليمان

مصر التي في خاطري وفي فمي×أحبها من كل روح ودمِ

ساعة الدهر توقفت بمجرد ذكر اسم مصر، عقارب الوقت على قدر عدم استيعابها لحنيني لوطني الحبيب مصر، ولكنها جادلتني حتى عرفت بأن الوقت في بعدها يقف، كل نقطة من نيلها تحاورني في ذكرى لها، وكأن نقاط نهرها هي دموعي من سماء الوطن وإلى نهر الوطن، حتى قلبي

لم يدق هكذا منذ فترة، نعم إنه أنا من هجرها، فهجرت العالم كله حين تركت مصر، حتى الطيور والحيوانات الأليفة أفتقدها، لا أبالغ حين أصف مصر؛ شامخة الرأس كالجبال، حنونة كزقزقة العصافير، طيبة كالصَبا، مجنونة كالموج،حساسة كالأطفال، قوية وعنيدة كالحجر، مختلفة كألوان الربيع، زكية كالمسك، كريمة كالمحيط، طاهرة، نقية، طبيعية، وحرة كحمام الحرم المكي

أعشق مصر
أعشق مصر

مصر صاحبة الوجه الضحوك، والروح المتفائلة الصبورة الراضية، مصر درة العالم، مصر هي الفانوس السحري لكل من يتقلدها، حين أتذكر مصر، أتذكر “الميم””موطني”، الجلال والبهاء النقاء والصفاء لون البكاء في السماء حين تمطرين، أتذكر “الصاد””صاحبتي” الصحاب والأقراب حين يركض التراب في الهواء وتحدي الصعاب، أتذكر”الراء”” روح” فيّ روح العشق وبذل الحق حين الكل يدق، لون السمار الذي اتضح في بشرتي وعيوني، لون يقسم بالله بأنني من خير أمي ولها حِلٌ دمي، حتى دقات الناقوس مع صوت الأذان يتناغمان رغم الفروق، الهلال والصليب، ورقص دبيب، حتى الدفء والحنان والسند والحب والعطف هنا كقدر ذرات الرمال في صحرائها، حتى سحائب الوطن تبكي وتذرف دموعًا نقيةً، ويذرف القلب دمه فداءً لأمنا الحبيبة، في غسق الهجرة، رأيتها كالسراب في الطرقات، كشخصٍ يلهث روح الوطن حتى آخر قطراته، حتى أشجار الأمل التي زرعتها في غربتي لم تثمر، لأن الجذور أصلًا ليست في غربتي

إنني يوسفيّ ارتمى في غياهب الجب الغريب، وكانت مصر هي قافلة العزيز التي أنقذتني، ساعة العمر واقفة، وأنت تمرين كعروس في ليلة زفافها، مصر حبيبة الفؤاد وروح الشجن، مصر خالدة مخلدة كجنة زُرِعَت في الأرض، أصلًا مصر هي كل الأرض، مصر هي الكرامة الإنسانية، مصر صمام قلب الشرق، وبدونها لا قلب، أنت عز العز للأنفس، وأنت يا من لذ وطاب، للغرباء قبل الأقرباء، أهكذا هو عشق الوطن؟!

أنا كطفل حين ولد لم تنقطع مشيمته عن أمه، أنا خلقت لأكون مصريًّا.

#أعشق_مصر.

زر الذهاب إلى الأعلى