تلك الأيام غير عادية تلوح البسمة في بلادي، يتجدد العهد لأحلامها مع رجالها وشعبها، وتلك الأيام يداولها رب السماوات بين الناس ليمحص الخيرات وموجب الطاعات، يوم تنطلق ضربات المدافع فرحًا ونصرًا، ويزيد الجمال رمضان بعتق الله لعباده من النار.
وبأيام الشهر الفضيل ولياليه وجمال تنصيب الرئيس لإكمال مشوار البناء والتنمية، التجديد بين فرحة الاستعداد للعيد وخروج الأهالي لشراء الثوب الجديد، وبين الأسعار الجنونية وخيال الحكم الأصيل تجد بعد الأسر عاجزة أمام جنون الأسعار ولا تستطيع فتقف مكتوفة الأيدي لا حول لها ولا رفيق ولا جدوى من نقود بليت لا تستطيع شراء المزيد، ولكن برحمات الله وكرمه يستغاث كل إنسان، وعلى الله يستعين ليجد من يحنو عليه ويكون سبب بإذن الله لإسعاد أولاده وبيته السعيد، فلم كل تلك الأسعار الفلكية وكل الأشياء نجدها من عمل أيادٍ مصرية ومصانع مصر؟ فلمَ نلجأ للغريب؟!
كيف يكون للدولار حكر ولابد للجنيه من رصيد؟!
لابد من العمل على تحسين الأوضاع والدخول والإنفاق لكبح جنون الأسعار، والعمل على توازن الدخول بالأسعار لتمكين العامة والطبقات الفقيرة والمتوسطة من إمكانية العيش الكريم، ولكي تكتمل المسيرة والنمو بجعل شعبنا يملك قوت يومه وسلاحه ومصنعه، وهذا نهج رئاستنا بأن يكون الاهتمام بالزراعة للأمن الغذائي والصناعة لتلبية الحاجات الضرورية للحفاظ على الأوطان والتعلم والصحه، وحتى لا ينحني للدولار الخبيث.
إن مصر أكبر وأعلى قيمة من تلك الورقة الملعونة التي ليس لها قوامة إلا بالمدفع والدبابة، أما مصرنا كلها بركات وخيرات بأرضها ومائها ومناخها وشعبها وشبابها وطموحاتها وإراداتها التي لا تلين.
إن مصر كنانة الله في الأرض حاميها الله وتحمي من حولها سلة غذاء العالم في سالف الأزمان وكاسية شعوب العالم ومعلمتهم الحضارة والابتكار، منها العلم كان والعلماء منها، فيها الطب والأطباء ومنها الصانع والحرفي كما منها المهندس والحقوقي، منها ينبثق ضوء الإسلام وتلاوة كتاب الله.
إن شعب مصر خير مثال للشعب الصبور له رب غفور وإرادة وعزم لا تخور أو تغور، بالأمل تحيا والقناعة والصبر أجدى وحفظ الله أبقى، وستكون الفرحة بالخير والعيد أسمى دومًا وأبدًا.
