منوعات

النكتة والأعراف الاجتماعية..من سلسلة سفينة المعرفة

وقت النشر : 2021/09/29 03:18:34 AM

النكتة والأعراف الاجتماعية..من سلسلة سفينة المعرفة

بقلم: ممدوح الحوتي

أعزائي القراء الكرام طبتم وطاب مسعاكم وأهلا ومرحبا بكم على متن سفينة المعرفة حيث تبحر بكم السفينة اليوم إلى شاطئ جديد من شواطئ العلم و المعرفة مع مقال جديد نبحث فيه عن النكتة وتأثيرها على الجيل والمجتمع من خلال بعض الأعراف الاجتماعية التي تسود في المجتمعات ..

فالنكتة.. هي أسرع الوسائل وأنجحها لغسيل المخ والتأثير على الفكر .. ولهذا نجدها تغزونا في أكثر المواضيع حساسية وتأثيرا على المجتمعات .. لترسخ في العقول وكأنها حقيقة مطلقة ، وبالتالي تمارس دورها في تفكيك المجتمعات والنيل من الروابط الاجتماعية بين الأفراد .. بطريق الفكاهة والضحك ما يبدوا في ظاهره الرحمة ومن باطنه عذاب مؤلم
فلقد استخدمت النكتة منذ زمن بعيد للتأثير على الدول والشعوب .. فلو نظرنا عندنا مثلا في مصر سنجد أن الاحتلال البريطاني استخدمها في مصر لكسر شوكة جنوب مصر من الصعيد الأحرار الذين أذاقوا الإنجليز صروفا من العذاب ،وصنوفا من المرار، بثوراتهم ضد الاحتلال البريطاني آنذاك .. فأطلقوا عليهم النكت الكثيرة ومشاهد السخرية العديدة وألصقوا فيهم صفة الغباء والكسل والفوضى ، وهم في الحقيقة غير ذلك بالمرة..فمعروف عن الصعايدة لمن عاشرهم أو عاشر أحد منهم أنهم أكثر الشعوب نخوة و كرما وغيرة و شجاعة وأيضا فكرا وعلما كثيرا .. بل وقدموا للعالم العربي الكثير من العباقرة والكتاب والشخصيات المعروفة ..وهذا معلوم للجميع .

أما عن نكت “المحششين“مثلا ..فهذه صورة أخرى من صور التأثير على الفكر العربي .. فلقد أظهرت هذه النكت متعاطي الحشيش والمخدرات بمظهر الشخصية الفكاهية المرحة التي تعيش في عالم فريد ومبهج ، مما دعا بعض الحكومات إلى إطلاق حملات فورية لتوعية شعوبها بخطر تداول هذه النكت لمساهمتها في قبول الأطفال لهذا السلوك الإجرامي الخطير وعدم إنكاره ..وهذا أمر جد خطير

والأمر الأكثر خطورة ..أن طالت النكتة هذه الأيام الزوجات لتغرس فكرا جديدا في عقول الناس بأن الزوجة مكروهة لدى الزوج وأنه يتمنى الخلاص منها بأي شكل وبأي صورة ، بل تعمقت أكثر من ذلك لتصور الزوج في أكثر من مناسبة وهو يفرح بموت الزوجة ويساعد على ذلك .

أحبائي الكرام ..تغولت النكتة و امتدت أكثر وأكثر ، ورغم ذلك فهي تجد قبولا كبيرا بين المتابعين ويتم تداولها على نطاق واسع مما يعتبر دلالة واضحة على قبول المجتمع لهذا النوع من الفكر المريض ،الضال والمضل.

وللأسف الشديد نجد هذه الرسائل تصل إلى كل شرائح المجتمع .. تصل إلى الشباب المقبل على الزواج ، تصل إلى الولد والبنت ، تصل إلى الزوج والزوجة .. وتمارس التأثير الفكري الذي وجدت من أجله .من خلال الأعراف الاجتماعية والتقاليد والعادات ثم تنتقل للعبث في العقيدة الصحيحة وتعاليم الدين ..فانتبهوا ….

ونصيحتي لكم أعزائي القراء تخيروا ماتشاؤون من الطرائف التي تراعي العرف والدين .. واجتنبوا كل مامن شأنه أن يشكك في قوة العلاقة الأسرية أو يساهم في تهوين واستصغار المنكرات ،او يزعزع استقرار العقيدة في أذهان أطفالنا وشبابنا وأسرنا.. فرسولنا صلى الله عليه وسلم كان يقول ” استوصوا بالنساء خيرا ” وكان أشد الناس وفاء وإخلاصا لزوجاته ،وكان حريصا على تربية النشء من الأطفال والشباب والكبار وتهذيب نفوسهم ومداعبتهم والترويح عنهم بشتى الطرق ..وعلمنا كل شيء علمنا كيف نربي أولادنا وكيف نداعبهم ومتى يكون التهذيب والترغيب، والشد والجذب، والأمر والنهي ،فإذا عرفتم الحق ..فالزموا

دمتم في أمان الله

زر الذهاب إلى الأعلى