أخبار مصرأدبي

مادة الإبداع

وقت النشر : 2022/01/09 11:35:22 PM

بقلم: أحمد خليل إبراهيم

مادة الإبداع

الحياة تقوم على مجموعة من الركائز البشرية، أفراد ومجتمعات، وكليهما يسير في خطوط قد تكون متوازية لا تلاقٍ لها، أو قد تتلاقى في نقطة معينة، وإما تتلاقى بالكلية وذلك في بوتقة المجتمع الواحد، ومنها المتخالفة في مجتمعات متعددة، وطبقات لا لقاء لها على الإطلاق، ودعني هنا أصفها بالخطوط المستقيمة لطالما مصبها القيم والقوامة الاجتماعية والحضارية اللازمة لبنية اجتماعية قويمة في كل المجالات منها الشعر، والأدب، والثقافة بشكل عام والتي تمثل المنظومة القيمية للمجتمع بأسره، وهذه تعتمد على المكونات الثقافية والفكرية والإرث الثقافي والقيمي، وهو ما يدير عجلة الفكر عند الكاتب، والأديب، والشاعر ليقتبس مادته الشعرية والأدبية من تلك المكونات التي تشغله مدققا، ومفصلا، وملاحظا للظواهر من حوله والتي تثير عنده الشغف للتعبير وسكب مستخلصاته القيمية وتسويدها كمولود أدبي يضاف إلى التراث.

ودعنى هنا أقول إن المادة التراثية وكذلك الظواهر المترنحة أمام الكاتب تعد بمثابة الملهم والمحرك للعقل ليترجم تلك الظواهر ويقبع على تفسيرها ليضع مستخلصه الأدبي والفكري، وهنا أتطرق لفكرة الملهم والمحرك لدافعية الأديب والشاعر ومنحه الطاقة ليضع مادته.

فالملهم هنا هو تلك المثيرات التي تشبع جائعة الكاتب، وتستقطب كل قواه، وتسلبه من روحه، كل حسبما يجري نهره وأينما يصب.

وﻻ أدري لمَ حينما نتكلم عن فكرة الملهم تُستقطب الأذهان لفكرة العلاقات المستدناة بين جنس وآخر ولعبة الغزل والمغازلة، نعم هي موجودة، وكم من رؤى وقصص وأشعار في ذلك الصدد قرونا، لكنها لا تمثل العقل الجمعي لما يقوم عليه الأدب، بل هو مكون من مكونات ذلك العقل، فمايشغل فكر الكاتب وما هو كائن في مضمره هو الموجِّه الأساسي له.

زر الذهاب إلى الأعلى