أخبار مصر

الحلقة السادسة والأخيرة من سلسلة ” عالمنا الجديد “

وقت النشر : 2022/04/14 02:21:28 PM

كتب : ايهاب فاروق

الاتحاد الأمريكي الإيراني

أهلا بك مجددا عزيزي القاريء والمتابع لسلسلتي ” عالمنا الجديد “، وتلك هي الحلقة السادسة والأخيرة بتلك السلسلة التي أتمنى أن أكون وفقت في عرضها وسردها.

بعد أن تحدثنا عن الحرب الروسية الأوكرانية من جميع جوانبها، وردود الفعل الامريكية والأوربية، دعونا نفند الأحداث إذن، علنا نصل معك عزيزي القاريء إلى سياسة أمريكا الخطيرة والدامية والتي تورث من رئيس إلى رئيس آخر بالتبعية، وبالفعل تستشعر أنها سياسة ميراثية تنقلها كل إدارة إلى الإدارة الجديدة.

فإذا نظرنا إلى غضب أمريكا والإدارة الأمريكية المزعوم للهجوم الروسي على أوكرانيا، سنجد أنها تمثيلية هزلية، مفادها وهدفها الأوحد هو كسر روسيا واستنزافها اقتصاديا وعسكريا ومحاولة عزلها عن العالم، وذلك لتبقى أمريكا وحدها هي المسيطر والمهيمن الوحيد على مقدرات شعوب العالم ومصائرهم .

 

تعالَ معي عزيزي القاريء ننظر للأحداث من منظور آخر..

ماذا فعلت أمريكا بدولة العراق حينما زعمت كذبا بأن “صدام حسين ” -عليه رحمة الله- يمتلك أسلحة نووية؟

قامت أمريكا بغزو العراق وتدمير الدولة داخليا، ومازالت آثار تلك الحرب وذلك التدخل السافر تأتي كل يوم بالكوارث على العراق شعبا وحكومة وقيادة، وبعد الحرب، قامت الإدارة الأمريكية بالاعتذار للشعب العراقي، حيث أن معلوماتها الاستخباراتية قد ثبت للعالم أنها أخطأت.

أي استخفافٍ بعقولنا هذا؟! يا للهول!! الاستخبارات الأمريكية تخطيء؟! ما هذا المنطق؟ هل يستوعب العقل البشري أن تخطيء الاستخبارات الأمريكية، فتدمر دولة وشعبا لسنوات وسنوات لمجرد أنها استشعرت بوجود أسلحة نووية؟ يا له من استخفاف بعقولنا كعرب!

وإن عُقِل ذلك، نجد أن دولة إيران الآن تسعى لامتلاك السلاح النووي وليس سرا، بل إنها تعلن عنه على الملأ، إذن أين أمريكا الآن، وأين الاستخبارات الأمريكية من كل هذا؟ لماذا لم تحاربها؟ لماذا لم تغزها وهي القادرة على ذلك، وفي غضون سويعات قليلة؟

الإجابة سهلة وبسيطة وواضحة وضوح الشمس، وذلك لأن إيران وحرسها الثوري وأذرعها القوية ” حزب الله ” ” الحوثيون ” ” داعش ” والإرهابيون… إلى آخره، هم في الحقيقة الذراع الأمريكي للإدارات الأمريكية المتعاقبة على مر السنين، وذلك لتدمير الدول العربية، والحفاظ على تفكيكها، وجعلها دائما في حالات توتر وحروب واستنزاف مستمر، ليس فقط بالجنود الأمريكيين بل بالذراع الأمريكي الممتد إلى معظم الدول العربية ألا وهو” إيران”، حتى وإن كانت كل تلك المهازل المسرحية والتي تعرض كل يوم في وسائل الإعلام المختلفة والعقوبات المزعومة على إيران وتلك المسرحية الهابطة الممثلة في اجتماعات ” فيينا “، فإنها ليست الا مسرحية هزلية سخيفة، وللأسف الشديد لم ولن يلتفت إليها العرب لأنهم لم يستفيقوا بعد.

 

أمريكا -أيها السادة- تلعب الآن على ثلاثة محاور لتظل هي المهيمن الجبار الحاكم والمتحكم بالكرة الأرضية كاملة:

-المحور الأول: إضعاف الدول العربية بالحروب والفتن وتصدير الإرهاب عن طريق إيران وأذرعها، وكل هذا واضح وضوح الشمس، على سبيل المثال لا الحصر “جماعة الحوثيين في اليمن – حزب الله في سوريا ولبنان والعراق – الحرث الثوري في سوريا – الحركات الإيرانية في العراق – إشعال الفتن في ليبيا – تجنيد الإخوان المتأسلمون في تونس – محاولة اختراق الأمن الأردني … الخ.”

-المحور الثاني:

إشعال الحرب ما بين روسيا وأوكرانيا وإطالة أمدها، وذلك لاستنزاف روسيا وكسر شوكة الدب الروسي، ذلك الخصم العنيد لأمريكا على مر العقود.

-المحور الثالث: محاولة جر ” الصين ” لذلك المخطط لمحاولة إضعاف الامبراطورية الصينية والتي تنذر بمارد قادم وبسرعة الريح إلى الساحة الدولية لمنافسة أمريكا ومحاولة سحب البساط من تحت أقدامها.

 

و الآن نتساءل.. ألم يحن الوقت بعد لتستفيق الأمة العربية؟ ألم يحن الوقت لكشف تلك المخططات القذرة؟ ألم يحن الوقت لقيام ” الاتحاد العربي” ؟ ألم يحن الوقت لتوحيد عملة عربية نفرضها في سوق التجارة العالمي بدلا من أن نكون عبدة للدولار؟

نحن نمتلك الكثير والكثير، وأمريكا تعلم ذلك، وهذا هو سبب خوفها الدائم من لحظة اتحاد العرب، أيها السادة، نحن لا ينقصنا سوى الاتحاد والتكاتف، والتنازل عن عنجهيتنا وهمجيتنا في التعامل مع مشاكلنا، وعلينا مواجهة الأحداث العالمية، ومواكبة العصر، بدلا من أن يكون كل شغلنا الشاغل “هل ندخل إلى دورات المياه بقدمنا اليمنى أم اليسرى؟!”

أيها العرب، أفيقوا، فمازالت هناك فرصة.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى