أخبار مصر

لستُ حزينًا

وقت النشر : 2022/12/20 06:26:41 AM

لستُ حزينًا
بقلم محمود الراوي

كان يستيقظ كل يوم راغبًا بأن يفعل الصواب؛ بأن يكون شخصًا جيدًا وذا معنى، ليكون كما تبدو هذه الكلمة بسيطة، وكما يستحيل تحقيقها سعيدًا.
وخلال كل يوم كان قلبه ينحدر من صدره إلى بطنه؛ فبحلول أول الظهيرة يغمره شعور بأن لا شيء على ما يرام، أو أن لا شيء على ما يرام له وبرغبة بأن يكون وحيدًا، وحين المساء تتحقق رغبته؛ وحيدًا في عظمة أساه، وحيدًا في شعوره بالذنب الذي لا معنى له، وحيدًا حتى في وحدته!
“لست حزينًا” كان يعيدها على مسمعه مرارًا وتكرارًا، لست حزينًا وكأنه سيتمكن يومًا ما من إقناع نفسه أو خداعها أو إقناع الآخرين الشيء الوحيد الأسوأ من كونك حزينًا هو أن يعرف الآخرون أنك كذلك.
لست حزينًا لست حزينًا ..
فقد كان لحياته إمكانية هائلة للسعادة فيها وكأنها غرفة بيضاء خاوية!
كان ينام كل يوم تاركًا قلبه على طرف سريره كحيوان أليف ليس جزءًا منه بتاتًا، وفي كل صباح كان يستيقظ وقد عاد لدولاب قفص صدره، وأصبح أثقل قليلًا أضعف قليلًا ولكن لا يزال.. ينبض!
بحلول منتصف الظهيرة تجتاحه مجددًا رغبة ليكون في مكانٍ آخر، ليكون شخصًا آخر.
ليكون شخصًا آخر في مكان آخر.
لست حزينًا..
في المساء تصفو كل نفس ثقيلة.

زر الذهاب إلى الأعلى