أحتار فى البكاء
بقلم: عزت أباظة
أحتار في البكاء والدموع
كل البشر بكَوْا ويبكون وسوف يبكون
بكى أبو البشر آدم على خطيئته
وبكت حواء لبكائه
ثم ورثنا عنهم البكاء
نبكي عند دخولنا الدنيا لحظة ميلادنا
ويبكي من حولنا لحظة موتنا
نبكي أطفالا والأسباب متعددة
نبكِي إن جعنا أو عطِشنا
نبكي لو أهملتنا أُمنا
نبكي على اللعبة المكسورة ومن المغص ومن الصداع
يتنفس الأطفال بالبكاء
ويغسلون بالدموع ما علق بالروح من أدران
نحن الكبار لا تبكينا الأسباب السابقة الذكر
نحنُ الكبار لا نبكي أبدا من آلام الجسد وقد خضت عمليات جراحية مؤلمة ولم ألجأ للبكاء أبدا
لا يبكى الكبار الا عند الاضطراب الشديد
فرحة طاغية
حزن عميق
انفعال مغلق لا تترجمه إلا الدموع
ودموع الكبار دائما حارة ساخنة مالحة
ينظر العرب لبكاء الرجل نظرة مهينة ولا يحبون بكاء الرجال
لكن فى تلك النقطة “تباً للعرب”
لن أناقض نفسى من أجل إرضاء شهوة العرب فى خلق رجل جامد الحس
لحظة بكاء الكبار تختلف عن الصغار
يملأ الأطفال الدنيا ضجيجا وصخبا ونهنهة
بينما تسيل دموع الكبار بصمت فيه من التأثر ما فيه
الدمعة من نعم الله
تغسل عينك
تغسِل قلبك
تغسل روحك
وكلما وجدت فى نفسك دمعة تحب الخروج فافسح لها المجال
فلو حبستها ستضرك
بقلم: عزت أباظة
