أوكسجينك من هنا
بقلم: طلعت عبد الرحيم
إن المصدر الأساسي لأكسجين الأرض هو النبات، هذا المخلوق البسيط في التكوين العظيم في البنيان والعظيم العطاء، فقد يتحمل الكائن الحي بضع ساعات بدون شرب للماء، وبضع أيام بدون غذاء، ولكن لا يتحمل بضع دقائق بدون أكسجين، ولذلك فنحن نكن للنبات كل التقدير والاحترام؛ لأنه مصدر المأكل والملبس والمسكن والطاقة والنور والغذاء والدواء وأكسجين الحياة.
فالنبات هو مصدر أساسي لطعام الإنسان وجميع الكائنات الحية، فهو الفاكهة وهو الطعام سواءً كان ثمار أو أوراق أو جذور أو سيقان، فكل جزء من النبات له شأنه وأهميته في طعام الإنسان.
أيضا النبات أساس صناعة الملابس من خيوط القطن والكتان، كما إنه كان ومازال المسكن، حيث كان قديما يصنع من سيقان الذرة وجريد وجذوع النخل مساكن وبيوت للبشر ومازال يستخدم بالطبع في صناعة الأبواب والشبابيك.
وأيضًا هو من المصادر التي استخدمت للطهي والإنارة، فهو وقود نقوم بحرقه للطهي، وما أجمل الوجبات التي يتم طهيها على الحطب والنباتات المجففة.
وقد استخدمت النباتات قديمًا في الإضاءة عن طريق استخلاص زيوت النبات واستخدامها في مصابيح الإنارة إلى أن حل السولار والجاز ثم تطورت إلى الكهرباء.
كما إنه غذاء ودواء للإنسان، فهو يمد الجسم بما يحتاجه من عناصر وفيتامينات ونشويات ودهون وبروتينات وكل ما يلزم لحياته، وبتلك الأشياء يقوي مناعة الجهاز المناعي للإنسان، كما أنه يدخل في صناعة العديد من الأدوية.
وأخيرًا، فهو الحكم على حياة الانسان وسر سعادته يمدّه بالأكسجين الذي لا يمكن للإنسان الاستغناء عنه ولو لبضع دقائق، فإن صناعة الأكسجين تتم عبر عملية يقوم بها النبات تسمى عملية البناء الضوئي، وهي عملية لا يمكن القيام بها صناعيًا ولو في أكبر مصانع من صنع الإنسان، حيث أنها عملية شديدة التعقيد، ولكن يقوم بها النبات من خلال جزء صغير من أوراقه يسمى البلاستيدات الخضراء والتي تقوم من خلال الماء والهواء “ثاني اكسيد الكربون” والشمس بإطلاق الأكسجين.
وبذلك يعمل النبات على خفض ثاني أكسيد الكربون في الهواء والعمل على توازنه عبر إنتاج الأكسجين، وذلك لمنع تلوث الهواء، فسبحان الخالق الذي سخر للإنسان ما يجعله يستمر في الحياة لعبادة ربه وإعمار الأرض.
