أتعجب كثيرًا لكم المفرداتالأجنبية التي اندست بتكتيك مدروس واستحكام في غفلة منا غير مقصودة ومحاولة في صمت وتحدٍ في أن تحل محل لغتنا الجميلة وهي اللغة العربية والتي تعد من أهم وأعظم اللغات لضخامة المفردات والمعاني لثراء وعمق التركيبات اللغوية فيها.
فلقد حلت كلمات غربية كثيرة بين شبابنا تظاهرًا منهم بالرقي وتماشيا مع تغيرات العصر المفروضة والمقصودة، لنجد أنفسنا أمام فرنجة من نوع دخيل ظهرت ملامحها على ابنائنا في المدارس والجامعات والنوادي والمطاعم وأماكن الترفيه المختلفة، وذلك تمهيدا لخلق جيل جديد بلا هوية عربية واضحة لنجد أنفسنا نصطدم بمحاولات نزع الهوية العربية رويدًا رويدًا.
إن الحفاظ على هويتنا العربية ومن أهمها الحفاظ على لغة القرآن والأديان، وهي مسئولية جماعية تبدأ من البيت جنبا إلى جنب مع دور العبادة المختلفة ومرورا بمنابر التعليم والتنوير إلى أن نصل لتعظيم الاستفادة من دور وزارة الثقافة والتربية والتعليم وتنميتهم ودعم ميزانيتهم لأهمية دورهم حيث أنهم المنوطين بإحياء تراث اللغة العربية وتوجيه الوعي التنويري لرقي المجتمع وإعلاء شأنه وتقدمه وبناء بصمة هويته.
إن قوة الدولة المصرية تنبع من نضوج شبابها وانتمائهم لهويتهم وللغتهم، وهذا لا يمنع من أن نتعلم لغة الآخر كي نفهم مأربه ونتحاور معه في الأمور المشتركة بيننا، فلا نستطيع تكوين رأي عن توجه ما إلا بعد أن ينطلق ممثلوه لاختيار كلماته التي تعبر عن ما يريد.
أرى أن نحرص على تعميق هويتنا وفرض لغتنا بفخر واعتزاز في كل تعاملاتنا معا أولا في أوطاننا كمصريين وكعرب ولنفرض لغتنا العربية في كل المحافل الدولية كهوية أصيلة لنا وأن نعمل جميعا على تقوية أواصر القومية العربية لأن وببساطة قوتنا في اتحادنا، ولتكن البداية في ترسيخ معنى الهوية العربية بلغتنا الجميلة، ولنبدأ من الآن قبل الغد.
