لا أدري كم مر عليَّ من الزمان، كما لا أعرف يوم ولدت، ولا أين تأخذني الرياح أو إلى أي مكان، قد أمضيت عمري وأنا أهرول وراءها، أريد أن أحتضنها، أن ينضم كياني وكيانها في منظومة واحدة، ولكن هيهات هيهات! إنه المستحيل، مرت ملايين السنين وأنا أحاول وأجري بلا فائدة، رغم أننا نرتمي على نفس الأحضان، أحضان الرمال التي تنتظرنا هي الأخرى، كأنَّنا جزء من سيمفونية موسيقية غاية في الروعة والجمال، لكل من فيها دور وإيقاع هو فاعله لا محالة.
أحيانًا؛ وفي خضم صراعي، وحتى ألحق بها، أجدني أرتطم بهذه الصخور المترامية هنا وهناك، وعلى الرغم من اختلاف أنواعها إلَّا أنَّها تتشابه جميعًا في قسوتها وقوتها، وهذا الصوت الهائل عندما أقع عند قدميها.
ما يُدهشُني كثيرًا، أثناء معركتي اليومية للِّحاقِ بها، تلك الكائنات الغربية التي أحيانًا ترفرف بأجنحتها فوقنا، وكأنَّها تبحثُ في أحشائنا عن قوتها اليومي، كما تُبهرُني دائمًا تلك الأجسام التي تتحرك في أحشائي ويأكل بعضها البعض دون أن يكون لي سلطان عليها. لكن أكثر ما يجذبني ويشد انتباهي، كلما اقتربت من النهاية هناك عند شاطئ الحياة هذه، الكائنات التي تلعب وتلهو فوق الرمال كل في واد..
