رسالتي فجرًا اليوم ما هي إلا نعي أقيمه حدادًا على نخوة العرب
حدادًا على الآدمية والشعور والإنسانية
رسالة حروفها تقطر خجلًا وعجزًا وألمًا
كتبت بدماء طاهرة تسيل بأيدي كل صاحب قوة منعها وبخل بها
كيف ندين الغرب والعرب عيان صامتون
كيف ننادي الغريب والجيران من حولنا عازفون ولاهون
يا ويح العرب لو لم يفيقوا
هنيئًا لكِ يا هاجر
كنتِ في الصحراء القفر وحدكِ بألف رجل
أدميتِ الطريق بين الصفا والمروة سعيًا من أجلِ وليدك
واليوم..
أحفاد إسماعيل منهم من يعانق أعداءهم علانية ومنهم من يتواطأ معهم ويستبيح نزف دماء إخوانه ومنهم من يرقص وشهداء الأقصى تتناثر أشلاؤهم في كل مكان
قساة كأخوان يوسف لم يأبهوا بأخيهم وألقوه في غيابات الجب ولهلاكه قاصدين
فلونوا الحق الناصع بسوادِ لون الخيانة
ودنسوا طهارة الأرض بدماءِ قلوب انتُزعت منها خفقاتها ظلمًا وعدوانًا
ونحن صامتون
لله درك يا أقصى لم يأكلكِ الذئب ولم يكن ليصل لكِ أبدًا
بل ألقى بكِ أخوتكِ للجب عمي القلوب والبصر والبصيرة
أداروا لكِ ظهورهم وتركوكِ تستغيثين بلا مجيب
وتركونا نتجرع الألم مع كل تقريرٍ جديدٍ عن الشهداء والجرحى والمسحوقين تحت الأنقاض
تتقطع أوصالنا ألمًا ما بين صرخة أم ثكلى أو أب فقد قرة عينه
وما بين استغاثة طفل لا ذنب له في الحياة سوى خيانة الحكام
لله در أناتهم وصرخاتهم وأوجاعهم
ولله در استبسالهم وشموخهم وأنفتهم وعزهم
اغتالوا الرجال والنساء والأطفال
اغتالوا العزل المسالمين المرابطين
اغتالوهم وهم نائمين جوعى مطمئنين
في ظلمات الليل غير مبصرين
فأبى الله إلا أن يُبدِّلَ ظلماتهم نورًا
وعجل لهم بالشهادة فارتقوا إلى جنات الخلد تاركين رايات الأمل تخفِقُ دومًا بالنصرِ المبين عبر دمائهم الطاهرة المراقة المستباحة على الثرى
نعيش على رفات المشاعر
وفتات العروبة
وركام النخوة
عزاؤنا أننا مؤمنون بوعده سبحانه أنَّ النصر آتٍ لا محالة
صابرون محتسبون مبتسمون مهما جابهنا الألم وزعزعنا الخوف وهزمتنا صرخات الأحبة المؤلمة
عقيدتنا صوب أعيننا
ومسك ترابنا ينعش صدورنا
ومشاهد الجنة التي وعد المتقون تتراءى لنا من بعيد فتلفح صدور قوم مؤمنين بالنشوة والأمل
رسالتي لك اليوم رسالة هي صرخة كادت أن تدمي قلبي وتودي بروحي لو لم تخرج فترجمتها لحروف
عسى نيران الصدور تبرد ولظى النفوس يخبو
وعساني أربت على قلبك الحزين فيسعد.. لأسعد
أوصيك بنفسك خيرًا
اسعد واصبر واحتسب
وكن بخير كما أتمنى وأكثر
