رسائل زهرة دوار الشمس بقلم: مروة تَلّيمة إلىٰ مَن كانَ القلبُ مَنزَلهُ: سَلامُ اللهِ علىٰ قلبي حيثُ هجرتَهُ، وعلىٰ فؤادي حيثُ أبليتَهُ، وعلىٰ هواكَ حيثُ أنِّي أدمَنتُهُ، ثُمَّ أمَّا بعد فبُعدًا بِبُعد، وما كانَ مِن قَبل فللهِ في قلبِ عَبدهِ الأمر.. سأصدُقُكَ القولَ؛ والصِدقُ في العِشقِ لا يُباحُ سِواه، وإذا تَحدَّثَ المُحِبُّ فالقَولُ مَشهودٌ لهُ بالحاءِ والباء. لكم حَلِمتُ أن أدوِّنَ في رسائلي حكايةَ الغَرامِ التي أُحيكت بخيوطٍ لم تَعهدُها سجايا العاشقين، وكم تَمنيتُ أن آتيكَ بها ولو بعدَ حِين، أجلِسُ جِوارِكَ علىٰ المِقعدِ الخَشبي، يتأرجحُ بي علىٰ جَناحي هواك، وأنتَ يا مَلاذَ روحي تصنَعُ صُندوقًا بيديك تلك، وتنظُر إليَّ في احتواء؛ تِلك النَّظرةُ التي طالما كانت ملجأي وحِصني وقِلادةَ روحي، وتَمُدَّ يَدكَ اليُمنىٰ لتأخُذَ رسائلي فأُجيبُ بيُمنايَ ونُخبئُ حروفًا هي نَسجٌ مِن شِغافِ أشواقِنا. وفي ذاكَ الرُكنُ الرَكينِ حيثُ تَطلُّ الشُرفةُ علىٰ حقلِ دوارِ الشمسِ نَضعُ صُندوقَ الحِكاية، بجوارِ مكتبةٍ صُنِعت مِن هوانا، ونَنظُرُ مِن شُرفَتِنا إلىٰ زهراتِنا الصفراءِ، وبيدينا كوبينِ مِن القهوةِ علىٰ نَفسِ المِقعدِ الخَشبي والذي لا يساعُ سِوانا. ماذا أقولُ أنا؟ أحقًا باتت الأحلامُ رُفاتًا وبِتُ وحدي أحمِلُ رسائلي التي يبدو وكأنَّها لن تَكتَمِل… مِن: زهرة دوار الشَمس إلىٰ: اللاشئ بتاريخِ اليوم الموافق/ سقطَ اليومُ مِن التاريخِ فلا نهار ولا لَيل…
