أخبار مصر

قصة لأول مرة تُروى تفاصيلها

مملكة الإنسانية تنقذ 120 ألف مسلم يعانون من الاضطهاد والحصار والحرمان شمال اليونان عام١٩٨٠

وقت النشر : 2023/12/06 12:09:21 AM

قصة لأول مرة تُروى تفاصيلها مملكة الإنسانية تنقذ 120 ألف مسلم يعانون من الاضطهاد والحصار والحرمان شمال اليونان عام ١٩٨٠

بقلم: أحلام العلياني

الإنسانية وحدها بالفعل ممكن أن تصنع من الدول دولة عظمى، هناك العديد من القصص والروايات خلف الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية التي قدمتها المملكة العربية السعودية بسخاء في مختلف دول العالم، وبحكم مكانتها الإسلامية والعالمية، فلم تتوانى يومًا في مد يد العون والمساعدة وتقديم الغالي والنفيس والإسهام في التخفيف من معاناة بعض الدول، التي تضررت جراء الكوارث الطبيعية، أو الحروب وغيرها، ولطالما دأبت المملكة على تقديم كافة أنواع الدعم لحفظ حقوق الإنسان وكرامته، بما يضمن عيشه بسلام وفعالية لمجتمعه، العديد من قصص هذا الدعم نقلتها وسائل الإعلام بكافة تفاصيلها وأخرى لم يتم تسليط الضوء عليها.

روى الإعلامي والشاعر العراقي إبراهيم الزبيدي، قصةً لأول مرة تروى بعد مرور 43 سنة في لقائه مع برنامج مخيالالذي يبث على القناة السعودية الأولى، كل يوم جمعة الساعة ١ ظهرًا ويقدمه الإعلامي عبد الله البندر، بعض من مواقف المملكة التي شهدها خلال عمله في اليونان 1980 لتأسيس وكالة الأنباء العراقية نينا، حيث كان يبحث آنذاك عن مادة صحفية يستطيع من خلالها يفتتح أعمال الوكالة.

وسمع الزبيدي عن ١٢٠ ألف مسلم يوناني في شمال اليونان بالتحديد في محافظة كوموتيني، حيث فرضت عليهم الحكومة اليونانية طوق الحصار والمقاطعة والحرمان من أبسط حقوقهم كالوظائف وغيرها، وتحقق الزبيدي من صحة ذلك بنفسه ليعمل على خبر صحفي عن هؤلاء المسلمين المستضعفين لنصرتهم ويستطيع من خلاله بدء العمل في الوكالة التي يعزم على تأسيسها، أخذ الإذن للعمل الإعلامي على قضية المسلمين في شمال اليونان من وكيل وزارة الخارجية والمسؤول الحزبي عن الحكومة اليونانية ووزير الاعلام اليوناني ومحافظ كوموتينيالمحافظة التي يعيش فيها المسلمين، ومدير عام الإذاعة والتلفزيون اليونانية وتعهد بالعمل بكل إخلاص وأمانة وحيادية.

بدأ الزبيدي مع فريقه بالعمل في محافظة كوموتيني وأنتجوا جملة من التحقيقات الصحفية لعدة صحف، كما انتجوا فلمًا مدتة ٤٥ دقيقة عن المسلمين في شمال اليونان، بدأت مقدمة الفلم بحديث مفتي المسلمين هناك يشرح ويحكي معاناة المسلمين وأنه ليس لديهم مشكلة مع الحكومة اليونانية، ولكن يدفعون ثمن  توتر واضطراب العلاقات الدولية بين تركيا واليونان، فتركيا تريد أن تستغل المسلمين هناك وتحرضهم ضد الحكومه باعتبار أنَّ أصولهم تركية والحكومة اليونانية تحاربهم خشيةً من أن تستعملهم تركيا كجواسيس لديها تشكل خطر على الحكومة اليونانية، ونتج عن ذلك اضطهاد وحصار وحرمان من العيش الكريم، فكتب إبراهيم الزبيدي التقرير الصحفي الذي علمت به السعودية وكان السبب بعد الله في إنقاذ 120 ألف مسلم في اليونان.

بعد ذلك أبلغه سعادة سفير المملكة في اليونان آنذاك؛ الأستاذ عبدالله الملحوق رحمه الله، أن هناك دعوة من وزارة الإعلام في المملكة العربية السعودية، وقبل الزبيدي الدعوة وسافر إلى الرياض ليقابل وكيل وزارة الإعلام آنذاك الدكتور عبدالعزيز خوجة والدكتور عبدالعزيز الصويغ مسؤول الإعلام الخارجي حينها للتأكد من أن الفلم صحيح وأن جميع مايحدث للمسلمين في الشمال اليوناني حقيقة، ثم اشترت الوزارة هذا الفلم من الزبيدي لنشره.

بعد هذه الزيارة روى الزبيدي أن السفير السعودي باليونان آنذاك عبدلله الملحوق رحمه الله طلب منه أن يقوم بجوله غير دبلوماسية في مناطق المسلمين في الشمال اليوناني لتفقد الأوضاع وزيارتها، وعمل الزبيدي على ذلك من خلال التواصل مع وكيل وزارة الخارجية اليونانية لكنه رفض، وأخبره الزبيدي عن سياسة المملكة الإنسانية وأعمالها الإغاثية وأنها دائمًا تسعى للمساعدة دون أطماع أخرى، فتمت الموافقة على الجولة.

وبالفعل قام السفير الملحوق رحمه الله بعمل تلك الجولة وانفتح باب الخير على ١٢٠ ألف مسلم في شمال اليونان، حيث قدمت المملكة المساعدة ووفرت المدارس والمستشفيات والمساجد واستقبلت أبناء المسلمين في تلك المناطق على أراضيها لتعليمهم ومن ذلك الحين حتى الآن والمسلمين هناك بحياة كريمة.

زر الذهاب إلى الأعلى