أخبار مصر

الحريات المطلقة

وقت النشر : 2024/01/27 01:01:50 PM

الحريات المطلقة

بقلم: طلعت عبدالرحيم 

توجد في عالمنا اليوم حريات مطلقة دون ضوابط أو أحكام لرب العالمين، ونعيب الزمان والأيام ولقد اكتست النسوة الساحات وتوارت الرجولة إلى الوراء فالحكم والترحاب لهم فغرتهم الأضواء فما لبسوا أن تعاملوا بالعواطف الجياشة ونسوا أنوثتهم و وتناسوا حدود الرجال والأولاد، فلا محفل ولا مغنم إلا لهم وبهم، حتى قادوا حينئذ هويدا أغلب المجتمعات، فتهاوت القيم واندثر المستقبل في تلك اللحظات التي طالبوا فيها بالمساواة ففاقوا الرجال سلطة وتنحى الرجال لحكم النساء فضاعت الشهامة والنخوة والعزة والكبرياء، وأصبحت الأنثى تثقل بالأعباء فقامت الآن لتعيب على الرجال لترك كل تلك الأعباء عليهن، واكتشفن الحقيقة فلا هن قادرون عليها ولا تركوها للرجال الموكلين بها، فالقوامة الآن صارت بيد حكم قوانين الإلحاد واوضعيه، الذين صار النسوة منهم أشباه رجال والرجال أشباه نساء، ولأجل هذا اختلت موازين الأمور فلا راحة بال أو عيشة مرضية وكثرت النزاعات وانفك العقد وتبعثرت الحبات، أين الجواهر المحصنات؟ أين اللآلئ الفاتنات؟ أين الأمومة وحنان الأمهات؟ أين حضن وطبطبة الأبناء؟ أين الرضا والقناعة بالأحوال وعدم طلب كل ما تراه العين في المحافل والمجتمعات فتعلو فاتورة الرغبات فينقلب الحال إلى الإفلاس؟ أين طبطبة الأم ولم الشتات؟ أين السهر والكد من أجل إنشاء جيل متفوق سلوكيا وعلميا للحياة؟ أين التواري والدفع بالحسنات لخلق جيل قادر على تذليل متاعب الدنيا والأزمات؟

لقد توارت الرجولة فما أصبحت لها كلمة تسمع دون ترنيمات وإعاقات، وما أصبح قائد في المحافل والاجتماعات وما كان له ذكرى في الشواخص واللقاءات فتوارى في الجهد والكد والإنفاق

فضاعت هيبته وما كاد يسمع له صوت حتى في الأزمات،

فاختلت موازين الأسرة وباتت ترتع في الآهات والأزمات، فما كان إلا انفلات العواطف والانفصال والشتات، وما كان إلا جيل ضائع ورجل مرتجل وامرأة منهمكة في الرغبات، والنفس لا تشبع والهوى صار سهل المنال، والحياة ضائعة بين الضلوع والسكنات، فضل الجميع وتناسوا أوامر ونواهي خالق الأكوان.

فالبيت راحة عندما يرجع الأولاد والرجال من الأشغال، لكن بدلا من ذلك أصبح مصدر للصرصرة والاتهامات وافتعال الأزمات، فينزعج الأولاد ويتقهقر الرجال فلا يسمع لهم قول لأنهم أصبحوا وقود للنزاعات فكل متمسك بما تطيب له نفسه دون التماس الأعذار، فلا رجوع لقول امرأة أمام زوجها إلا بالسباب والشتائم أمام الأولاد، فينهار الرجل وما منه سوى السكوت بانصياع أو ترك البيت مدارا بأعلى الصرخات.

يا له من عيش احتوته السنوات!

حتى كلام الله يعيبون فيه ما لا ينطبق عليهم، وتوجه التفاسير وتخلط الأمور كلها فتتوه بالتشخيص للا سكات أو هدنة من وسط التطاول بالشتائم والصرخات،

عذرا تلك الحياة ما تكون حياة إلا إذا سكنت الأنثى بيتها وخضعت لأنوثتها وأطاعت الرحمن وتركت للرجال القوامة دون هتك وشاركته العون بالرأي بلا تسلط وتحكم بالرأي، فعين الرجل وعقله خلقوا لإدارة الأزمات لأن الله خلقه بصفات مؤهلة لحل تلك المشكلات، فالرجال لهم مكانة والأنثى لها الرغبات، فتسير الحياة كما فضل الله البعض على بعض درجة، ولهم القوامة لتمالكهم وتماسكهم في وقت الأزمات وهذا خلق الله ولا تغيير لإرادة الله وخلقه.

زر الذهاب إلى الأعلى