أدخلت القرارات الأخيرة للسيد الرئيس الكثير من عوامل الراحة والاطمئنان إلى قلوب المتعلقين بالأمان الوظيفي نظرا للمحدودية المعتمدة على الحدود الدنيا والقصوى للدخل الشهري والذي تتناقص قيمته الفعلية شهرا تلو الآخر.
إن الإحساس بأن هناك من يتطلع إليك ويشعر باحتياجاتك الدورية ويؤمنها بقدر المستطاع لهو من دواعي الاستقرار النفسي الذي يسهم بالتبعية إلى الاستقرار الاجتماعي ويشيع الامان والطمأنينة، وإن كنت أرغب في حتمية مضاعفة حزمة القرارات المؤدية للأمان الإنساني الذي يسعى بكل جهده لتحصيل احتياجاته وتوفير التزامات من يعول، وهذا دور هام تقوم به القيادة السياسية عبر قراءة المتغيرات بعناية وتسعى جاهدة لتحسين أحوال وأوجاع المتطلعين لحياة كريمة من المنتمين للقطاع الحكومي ممن فضلوا الدخل الثابت والعمل المحدد دون التطلع لحلم الثراء والتنافس.
وهنا وجب أن يكون الحل نابع من أنفسنا بجانب جهود الدولة في تحسين الأوضاع وذلك بمضاعفة الجهد في العمل وزيادة الورديات وخاصة الإنتاجي منها، مع تقليص ساعات العمل الإداري والخدمي الذي يستنزف موارد كثيرة دون مردود مساوٍ للتكلفة المنفقة.
تسعى الآن كل الجهات والمؤسسات والوزارات في تخفيف وترشيد النفقات المحملة على ميزانيتها والتخلص من الالتزامات غير المجدية، والنظر بجدية إلى تغيير أحوال العاملين المنتمين لكل جهة، أي أن يكون هناك اكتفاء ذاتي دون إضافة أعباء جديدة على ميزانية الدولة وذلك عبر إقامة ندوات تثقيفية للترشيد وتقليل النفقات وتدوير المخلفات والاستفادة منها، وتطوير الأداء ليتناسب مع الفكر الجديد القادر على التواجد باستدامة باستخدام آليات التحول الرقمي القادر على التحكم في إنهاء الرشوة واستغلال النفوذ.
إن الامتثال لفضلية العمل الخاص الجاد للأجيال القادمة من شبابنا هو الحل الأمثل للخروج من عنق الزجاجة التي أغلقت علينا بإحكام نوافذ النور والضوء المحيط بنا، ويجعلنا نستوعب أنه لابد من أن نخرج إلى الأفاق الواسعة للعمل الحر وللإنتاجية وللتصدير بإنشاء مشروعات صغيرة أو متناهية الصغر للإنتاج والتصنيع والتدوير ولتواكب وتنافس ما يتم استيراده بالعملة الصعبة المزعجة، وبالتالي نفرض عملتنا المصرية في التبادل التجاري السلعي، فالمتميز هو من يتحكم في فرض إرادته وعملته وسلعته.
حان وقت تغيير مفهوم الدخل من دخل ثابت محير إلى دخل متغير قادر على تحمل مسؤولية العمل واتخاذ القرار وإحداث بصمتك التي لا تتكرر، من صنعوا أنفسهم وأصبحوا الآن رجال أعمال أو مخترعين أو مصنعين محترفين لم يكونوا في البداية لديهم غير حلم واحد وهو حلم الانفرادية والتميز وأصبحوا الآن علامات مضيئة في كل مجال.
