أخبار مصر

سيناء الحلم الأصيل 

وقت النشر : 2024/04/26 11:11:39 AM

سيناء الحلم الأصيل 

يكتبه: طلعت عبدالرحيم 

لقد خلق الله الأرض وجعل فيها من الخيرات والجبال والأنهار والوديان، وجعل كل بقعة تتميز عن الأخرى بما فيها وبمكانتها وموقعها، وكذلك بمجرى الأحداث التي تدور فوقها، ومدى إسهامها وإثرائها لما دار عليها من أحداث تاريخية ودينية، فكانت بذلك مصر تلك البقعة من الأرض التي حباها الله الخير الوفير، وكانت سيناء الجزء الأصيل والمكان المقدس دونما أي بقعة على الأرض.

لقد شرفت أرض سيناء بأعلى مراتب الشرف بأن الله قد تجلى فوقها وكلم نبيه موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وهذا الحدث لا يعلو عليه أي من الأحداث، وغير ذلك فسيناء الحبيبة قد ارتوت بدماء الشهداء على مر التاريخ حينما كانت بوابة مصر الشرقية بل وبوابة إفريقيا كلها، البوابة التي ينفض عليها الغزاة ويندحروا على أرضها.

أيضًا فسيناء مليئة بالخيرات من رمال ورخام وصخور مهمة للصناعات المختلفة، كما أنها تربط قارات العالم الأساسية الثلاث؛ إفريقيا وآسيا وأوروبا.

نعم، إنها مثلث الخير والنماء، على أرضها مر السيد المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام في رحلته المقدسة ” الإسراء والمعراج”، وانطلقت منها جيوش تحرير الأقصى إبان حكم صلاح الدين الأيوبي.

إن سيناء ليست مجرد بقعة أرض نعيش عليها بل هي عشق وحب يعيش فينا وينمو على مر السنين والأيام، حب يكبر فينا ومعنا عبر الأيام.

إن سيناء هي أرض الشمس والثلج، إنها لوحة مناخية رائعة تتوارى أمامها المعجزات، فهي إعجاز بحد ذاته ومعجزة إلهية من السحر والجمال بشواطئها الممتدة عبر أعظم بحرين على الأرض؛ البحر الأحمر والبحر الأبيض.

لقد سميت هذه البحار بهذه الأسماء نسبة لوجود الرمال والهضاب البيضاء كساحل للبحر الأبيض، والرمال والجبال الحمراء كساحل البحر الأحمر، ولكني أقول أن شمالها بحر أبيض نسبة لبياض قلبها، وشرقها البحر الأحمر رمزًا لدمائها الطاهرة، وهي البيضاء وقت الأمن والسلم، والحمراء الدموية إذا ما حاول شخص ما العبث بها.

تنفرد سيناء بهذا الجمال الساحر الذي لا ينتهي إلا بانتهاء الحياة، وزادها الشرف والقيمة حينما خلدها الله في كتابه المقدس ليتم حفظها بحفظ القرآن الكريم، وتم ذكرها في كل الكتب السماوية تقريبًا.

لطالما كانت سيناء أرض الأنبياء والخير والنماء، ولأجل ذلك سالت الدماء لتحريرها من أيادي الطغاة في يوم شهد له العالم من بسالة واقتدار والفداء من أجل الأوطان، وتم النصر وصاحت الجنود “الله أكبر”، وصار هذا اليوم عيدًا لمصر ولكل المصريين، واحتفالًا بجنود مصر الشجعان

بيوم تحرير أرض الفيروز، وأصبح عيدًا على مر السنين نحتفل به لنتذكر ونذكر أحفادنا بقيمة وغلاوة تلك البقعة الغالية.

زر الذهاب إلى الأعلى