أخبار مصر

حصاد الانتظار 

وقت النشر : 2024/05/03 06:35:37 PM

حصاد الانتظار 

كتبت: د/ سلوى محمد علي 

تتجه الدولة المصرية بقوة إلى تحسين أوضاع المصريين والاهتمام الملحوظ بالجبهة الداخلية النفسية بزيادة الدخول والمحاولات المستمرة والمستميتة في تخفيض الأسعار وضبط الأداء مما سينعكس بالإيجاب على الحالة المزاجية العامة للكثيرين والشعور بالرضا والتقدير المعنوي والمادي، سواء الوظيفي أو الاجتماعي، وهذا بالتحديد ما تم التنويه عنه من قبل في ضرورة تقريب الهوة الكبيرة بين الدخل والإنفاق وضبط زيادة الأسعار الذي فاق كل الحدود والتوقعات.

لقد أبهجتني قرارات الدولة الأخيرة في رفع المرتبات والحوافز وزيادة المعاشات، والاتجاه بقوة نحو تنفيذ التأمين الصحي الشامل لشمولية تقديم الخدمات التنافسية بدلًا من اللهث وراء قرارات العلاج على نفقة الدولة وشروطها قاسية التنفيذ.

ولأنني أنتمي لقطاع هام من قطاعات الدولة المنتجة والتي تدر وتسهم بالكثير في ميزانية دولتنا الحبيبة وهو قطاع البترول والذي يضفي علي ذويه هالة كبيرة من الثراء والارتياح والسخاء وبريق الألماس ونحن بعيدين تمامًا عن هذه التوقعات، بل هناك قطاعات في الدولة فاقتنا وتميزت عنا بمراحل ولكنها في الظل، ولم تلصق بها وترتبط في الأذهان منذ عهود الأجداد.

نؤمن جميعنا بحتمية التغيير والبحث الدائم عن توفيق الأوضاع والارتقاء النابع من الاكتفاء، وغيري كثيرون يحلمون بأن تتطابق الصورة الذهنية مع واقعنا الحقيقي، هذا التصور يمكن بحثه ودراسته لإمكانية تنفيذه فهو يمثل آمال وطموحات عاملين القطاع وخاصة القطاع العام؛ رمانة ميزان قطاع البترول.

على سبيل المثال لا الحصر ولأن الآمال كثيرة منها إتاحة فرص عمل وتعيينات لأبنائنا المتفوقين ممن حصلوا على تقديرات متميزة وأصقلوا أنفسهم بتدريبات على مفردات العصر من التكنولوجيا الحديثة والتمكن اللغوي المتعدد مما يؤهلهم لخوض مجالات العمل المتميزة ويشعرنا بدورنا ويترجم كل هذا إلى مزيد من الانتماء، وترابط العاملين واطمئنانهم إلى تعزيز القدرات البشرية بنماذج شابة تمثلهم وتكون قادرة على تحمل المسؤولية وامتداد وتتبع الأثر، مما سيجني ثمار الولاء في مضاعفة الإنتاج وتحقيق أعلى المعدلات في الأداء.

إن السعي الجاد في إرضاء العاملين الأكفاء والمتميزين بإضافة الدرجات الوظيفية المنفذة في الكثير من الشركات والقوابض التابعة لهيئة ووزارة البترول مثل مدير عام تنفيذي وغيرها من الدرجات التي تتيح للعامل درجة وظيفية وعلاوة مالية بعد مرور عدد من السنوات، استحداث بدل التحسين بمعايير محددة، دراسة زيادة نسبة الحوافز الشهرية المرتبطة بالإنجاز، وتعديل لكافة البدلات لتتوافق مع المعطيات الجديدة للحياة الكريمة مثل البدل الممنوح للوجبة وبدل التخصص وبدل حافز الخبرة الثابت منذ سنوات طويلة منذ آخر تعديل باللائحة في 1999.

إنها آمال وطموحات ستتحقق بالصبر بعد انتظار سنوات البناء وآن وقت الحصاد بعد مداومة العرض والبحث والدراسة والالتفات إلى تحسين الأحوال المعيشية لكل الطبقات وشرائح القطاعات المختلفة على حد سواء.

زر الذهاب إلى الأعلى