أخبار مصر

حضور الماضي في الحاضر

وقت النشر : 2024/05/03 06:40:24 PM

حضور الماضي في الحاضر

بقلم/ طلعت عبدالرحيم

قد يكون الماضي ذكرى ولكن ذكراه تحكي للأجيال عن كل ما احتوى عليه، والتاريخ يسجل تلك اللحظات والأيام ليكون عبرة حتى نتعلم بناء الحاضر والمستقبل.

قد يتمنى الإنسان العيش في الماضي حينما يكون مولع بما يحكي عنه وعن جمال ذكراه، ولكن ذلك هو درب من الخيال والمحال لأن الماضي لا يعود، لقد انجرف مع الأزمان المنقضية، ولكن في مصر تحدث المعجزات؛ حيث في سابقة لا يحدث مثلها في كثير من البلدان أن يلتقي الماضي مع الحاضر كما حدث هذه الأيام عندما حضر ملك مصر أحمد فؤاد وزار قصره بالمنتزه وسط حفاوة رموز محافظة الإسكندرية، يأتي لمصر بعد أن أصبحت جمهورية، وفي ظل الرئيس السيسي يجتمع الملك مع الرئيس في ود واحترام وحب كل منهما لبلده ووطنه، كيف لا ومصر بلد المعجزات!

هل رأيت أسرة طردت وتخلت عن مملكتها ليحل محلها نظام جمهوري كان المسؤل عن انتزاع الملك منها ليصبح الحكم جمهوري بعد أن كان ملكي؟

يأتي أحد ملوك هذا الوطن الجميل ليزور مملكته السابقة ويسترجع ذكرياته الجميلة في ظل الحكم الجمهوري المستنير وثاقب الرؤى ليتكامل العشق والحب والسماحة والطيبة وهي سمات هذا البلد الجميلة مصرنا الحبيبة وشعبها العظيم.

يا له من زمن جميل!

أن نعيش لنرى الملك من كنا نقرأ عنه، فيحكي لنا عن ذكرياته ونراه بيننا كما لو كان في مملكته، ويظهر بتواضعه وابتسامته وهو في قصره، وكان ابنه الأمير محمد علي في قمة السعادة وهو يرى ذكريات والده وهو يتذكر ويحكي عن أيام مملكته.

إن مصر هي أم الحضارات والسماحة والحب، فلم تكن هذه الواقعة الأولى حيث قام رئيس الدولة بتكريم ملوك مصر القديمة في موكب ملائكي مهيب حينما تم نقل رفاتهم إلى المتحف الكبير، وبهذا الأمر تكون مصر حاضنة للماضي والحاضر والمستقبل بإذن الله.

تمت الحفاوة بملوك الفراعنة وملوك مصر الحديثة، وبأعمال رئيسها الفاضل فمن الغرائب أن جيلنا يشاهد موكب الملوك القديمة “الفراعنة”، وأن يشاهد ملك من ملوك مصر الحديثة “أحمد فؤاد” في ظل ترحاب الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي الذي لا يكل ولا يمل من أجل إسعاد شعبه وبناء دولته القوية.

يشاء القدر أن يجتمع رئيس مصر السيد محمد عبدالفتاح السيسي وملك مصر الحديثة الملك أحمد فؤاد ملك مصر والسودان حينذاك، فملوك مصر القديمة صنعوا الحضارة الأولى لتكون مهد البشرية وملوك مصر الحديثة، ووضعوا مصر بمقدمة الأمم وتعلم شعوبها قيمة الحضارة ومعنى الحياة والعلوم الحديثة في شتى المجالات، ورئيس مصر الذي انتشلها من السقوط ليأخذها للتقدم والازدهار، ويأتي أحمد فؤاد الثاني وهو ابن الملك فاروق الذي تم خلعه من حكم مصر وهو طفل صغير “حكم وصاية” من يناير إلى يوليو وقت قيام الثورة وتخلى عن الحكم وتركه للثوار ليقرروا بأنفسهم إدارة البلاد ويسافر مع أهله إلى خارج مصر لينتهي مع هذا المرسوم الملكي الذي أعلنته الأسرة الحاكمة بحكم وصاية للأمير أحمد فؤاد بتتويجه ملكًا، ثم ينتهي مع الثورة هذا القرار ومعه ينتهي عصر الحكم الملكي بمصر ويبدأ الحكم الجمهوري.

زر الذهاب إلى الأعلى