بقلم: ممدوح الحوتي
أعزائي القراء الكرام.. أهلا ومرحبا بكم في رحلة جديدة؛ على متن سفينة الغواص ؛ حيث تبحر بكم سفينتنا اليوم، إلى شاطئ جديد من شواطئ المعرفة ، ومقال جديد بعنوان.. عملت إيه في الامتحان؟
منذ الصغر
أتذكر منذ أن كنت صغيرا ..في مراحل التعليم الأساسي، وحتى كبرت ، وأنا كنت أعود أحياناً من الامتحان المدرسي ، ومن هنا كان دائما ؛ أول سؤال يسأله لي والدي ووالدتي ؛ عملت ايه في الامتحان ؟
ها..الامتحان كان صعب ؟
وكنت أجيب وأنا سعيد ..فأبشر والدي وأقول له:الحمد لله ، كان الامتحان سهلا!
توجيه الوالد:
فيوجه والدي- حفظه الله-المسألة توجيها تربويا إيجابيا ، وبكل عفوية فيقول: لم يكن الامتحان سهلا ، و لكنك أنت من درست جيدا ، وأنت اجتهدت ، وذاكرت ، ولكل مجتهد نصيب .
كما كانت الوالدة أيضا ، تردد قول الله تبارك وتعالى: ” إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا”، كبرت وزاد فهمي لتلك العبارة ، و أصبح أكثر شمولا وعمقا.
وفعلا ، بالبحث والاطلاع، رأيتها تتحقق يوم القيامة لأناس ؛ حوسبوا حسابا يسيرا سهلا ، وانطلقوا سعداء فرحين سعادة أبدية ..كما قال ربنا عز وجل .”فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا ”
وعلى النقيض ؛ أنتقل للجهة الأخرى ، وفي المقابل نرى أناسا آخرين صعب حسابهم “امتحانهم” وكان عسيرا؛ حتى قال قائلهم:”يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ ” نعوذ بالله أن نكون من هؤلاء .
وسريعا ما أتذكر سؤال الأهل ،ووالدَيّ ، عملت إيه في الامتحان ؟..”هوا الامتحان كان صعب ؟
وأربط بين نفس السؤال ، ولكن في مشهدين مختلفين تماما ، أحدهما في امتحان الدنيا ، والآخر وهو الأهم في حساب الآخرة ، ونفس الأهل لم يتغيروا ، وأنت إما أن تباهي أمامهم بإجابتك ، وكتابك ، وإما أن تتمنى أن لم تؤت كتابك ، وتعود إلى الدنيا من جديد لتساعد ، وتستزيد من العمل الصالح ، ولكن أنى ينفع هذا الندم ، وقد فات الأوان.
عزيزي القارئ الكريم
ختاما ، و حتى تجد جوابا صحيحا للسؤال ، الذي لطالما بحثنا عن إجابته ، في هذا الشاطئ الذي نحن فيه الآن ، من شواطئ العلم والمعرفة ، ألا وهو .. هو الامتحان كان صعب ؟ أقول لك: انتبه ؛ فحين تغفل ، وتدبر عن عمل الصالحات ؛ فستجد الحساب عسير ،
وحين تعمل صالحا ، وتقبل على الله ؛ وتجدد التوبة دائما .. فتيقن أنك ستجد الحساب يسير ، وربما كانت الجائزة أكبر .. الجنة مباشرة بلا أي حساب ،المهم؛ وستعلم وقتها أن الامتحان كان سهلا.. اعمل الخير ، وأبشر دائما بالخير.
دمتم في أمان الله.