أدبي

إن للحنين لسكرات

وقت النشر : 2021/12/07 08:22:02 PM

إن للحنين لسكرات
بقلم: د. رانيا عرفة

أعلم أنك رحلت وأني أعيش دونك على قيد الموت، لا زلت غارقة فيك، ممتلئة بك، أحن إليك وأعلم أن حنيني إليك ذنبٌ، لكن دعني أحن إليك دهرا وأستغفر ربي عمرا فوربي إن للحنين لسكرات تسلبني روحي سلبا، فإلى أن ألقاك سيظل ما بيننا دعوات مع كل نفَس أتنفسه سواك.

—————

الحنين
اختطاف قلب وفوضى حواس، أو ربما لقاء شهي وشعور مباغت لطيف كأنك في تِيه عن عمد ورغما عنك تبحث عن نفسك حتى يحين اللقاء، تنبؤ بحنان جارف يخطف القلب في كل لحظة إذا ما تخيلت وقع أقدامه أو تسمّعت همس أنفاسه على الأعتاب، أنفاس مسموعة متتابعة، خفقان قلب متزايد إذا أغمضت عينيك لحظة فشعرت به جوارك بل إذا اقتربت ساعة اللقاء، ومضات من لهفة تضيء مساماتك فتشعر بنور يضيء وجهك ويظهر على ملامحك حينها الإشراق، نبضات تسري بتفاصيلك بلا توقف تحتاج إلى ميلاد لقاء.

——————-

ذات حنين
حكاية قلب وقصائد روح، وتساؤلات عقل وغياب، ستائر مسدلة وارتعاشة نبض وعبق ياسمين يخلب الألباب، تسيّد للتفكير وخواطر تحتوي، ودقات ساعة في الخلف تنادي خلف الأبواب، نسمات هواء تلامس دفء عبير أخاذ، وتنهيدة عشق تختلط بارتعاشة أنفاس تبحث عن إجابة عن سبب للغياب فتتلعثم الحروف في فم الحنين مخبرة أن الشمس تغيب هنا لتشرق في غير مكان فلا يبقى سوى شارع معتم وعازف كمان يعزف لحن” القصة وإللي كان ” وظلال تتهاوى خلف جدران الأنا وما بعدي الطوفان.

————-

ذات غياب ناديتُ حروفي:
يا حروف الهوى مُرِّي على قلمي، كوني خاطرة أو ربما مشهدا يربك قلبه، كوني لقاء في كل سطر أكتبه وارسمي كيف اللقاء وكيف الحديث، واذكري حتى همسه.
يا همهمات قلبي مُرِّي على قلبه، كوني خمرا يُذهب عقله، بُوحِي بقليل من شوق وقليل من حنين يحدث في بُعده.
لا، لا تخبريه شيئا وأطيعي أمره فهو من قال يوما:
احذري من نثر مشاعرك فرحًا أو حزنًا على الطرقات؛ فليسوا كلهم يعطون الطريق حقه،
وليسوا كلهم أعفَّاء يغضون بصرههم، وليسوا كلهم سليمي النفس يبغضون حسدهم. عيشي الفرح، عيشي الحب، لكن لا تخبري، لا تكتبي، لا تبوحي يومًا بنبض قلبك.

—————

ها هي تجلس تترقب على الأعتاب مُدخرة له نبضات من شوق وتنهيدات من حب وأنامل جوعى للمسات من لين ورفق، وعيون عطشى للمعة هي دليل عشق.
ثم أما بعد،
يذهب الظمأ ويهدأ النبض ويدوم القرب، فقد أتى يطعمها الحب جهرا وسرا، ويسقيها الود طوعًا وقربًا فتبْتلُ العروق حبًا وتمتلئ المسامات عطرًا وعبقًا، وتخبره أن الود قافية القلوب، ولكي يبقى قلبي على وزن قلبك دعنا نتقاسم الأفراح والأحزان كي لا يختل الميزان،
والقرب عافية القلوب، ولكي يبقى قلبي دواء قلبك دعنا لا نقسو بالبعد واقترب قدر الإمكان، والايمان صلاح القلوب، ولكي يبقى قلبي متعلقا بقلبك دعنا نجتمع على طاعة ونستعيذ بالله من الشيطان، عندها يكون اللقاء بعمق الحنين وكل الرجاء، بلهفة أم وصدق دعاء، برجفة كف لحضن البقاء، بصمتٍ وهمس في حرم اللقاء، بشمة عطر دون اكتفاء حتى خروج آخر شهقة حنين وتنهيدة اشتياق.

إن للحنين لسكرات.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى