خالد البسيوني
تمر الثقافة في مصر الوطن العربي بأزمات متتالية ولكنها مع طول هذه الأزمات تعتبر زوبعة في فنجان الثقافة العربية وذلك لأنها ثقافة قديمة وأصيلة بقدم وجود الإنسان، فلقد بدأ العربي القديم إرتباطه بالأدب منذ حداثة عهد وجوده، ولقد استطاعوا تطويع اللغة العربية وشكلوها تشكيلاً لم يسبق له مثيل في لغة أخرى، وذلك لأن اللغة العربية بها من الفصاحة والبلاغة ما ليس بغيرها، ولكن مع ما ذكرنا من عظمة هذه اللغة فشأنها شأن باقي اللغات والثقافات تمر دائماً بأزمات حتى لو على فترات متقطعة ولقد كانت حركة الثقافة والشعر في ركود طال انتظار الخروج منه حتى عهد قريب.
وفي حوار خاص مع الكاتب إبراهيم خميس وبسؤاله عن أحوال الثقافة في الوطن العربي وما آلت إليه من تطورات في الفترة الأخيرة ذكر أن الأدب عامةً وفي الوطن العربي بشكل خاص في تطور دائم ومستمر.
وبسؤاله عن قراءته للمشهد وإن كان يرى أملاً فيما هو قادم أكد إبراهيم خميس أنه دائماً هناك أملاً مادام الشباب مطلعاً وقارئاً وواعياً وفاهم للمتغيرات من حوله ودائم السعي في سبيل التجديد ومقتنعاً بأن الرتابة في الأدب لا تفيد وذلك لأن كل قواعد الأدب والشعر والثقافة عامة هي قواعد بشرية يمكن اختراقها في أي وقت ويمكن التمرد عليها ويمكن اختلاق قواعد جديدة تتناسب مع متطلبات هذا العصر.
وصرح إبراهيم خميس أن حركة الناشرين الشباب التي ظهرت بقوة على الساحة هي شيء يطمئن على مستقبل الحركة الثقافية في الوطن العربي، وذلك لأنهم درع هذه الأمة وصفها الأول والأدباء الشباب ومعهم الناشرين الشباب أيضاً استطاعوا أن يخلقوا لأنفسهم بيئة جديدة تتناسب مع أفكارهم المتطورة والتي يغلب عليها طابع الحداثة والتي أيضاً لا تتوقف عن التطور يوماً فيوم.