مقالات متنوعة

أطروحات

وقت النشر : 2022/04/17 12:53:28 PM

كتبت: أميرة لطفي

أطروحة اليوم عن “صلة الرحم وفضلها”

صلة الرحم من أهم العبادات التي نص عليها القرآن الكريم والرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، وهي من أهم الأعمال عند الله، وهي من الأمور الهامة التي يجب أن نحافظ عليها، والتي أوجبها علينا ديننا الحنيف، وقد قال الحق سبحانه وتعالى في حديث قدسي:

” أنا الرحم، خلقت الرحم، وشققت له اسما من إسمي، فمن وصله وصلته، ومن قطعه قطعته.” وقال رسولنا الكريم -عليه أفضل الصلوات والسلام-

“من أحب أن يبسط الله له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه.”

صلة الرحم مفهوم أساسي، نص عليه الدين الإسلامي، وهو ليس له حدود، والرحم اسم شامل لكافة الأقارب من غير تفريق بين محارم أو أرحام، وغيرهم من الأقارب من جهة الأم، ومن جهة الأب، والذين يوصينا القرآن بهم خيرا.

والمقصود منه عدم القطيعة بين الأقارب لما له من فوائد عظيمة، منها مرضاة الله -سبحانه وتعالى- وسبب لدخول الجنة، وزيادة قوة الإيمان بالله واليوم الآخر، والاقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام ، وطول العمر وبركته، وبسط الرزق، وتعزيز أواصر المحبة بين الأهل، والإحسان إليهم بالكلام الطيب، ومواساة الفقير منهم، والبدء بالسلام ورد السلام، وإعانتهم على الخير، وتقديم الخيرات إليهم، وأيضا كف الأذى عنهم، والتعاون والترابط معهم في كل شيء، بتبادل الزيارات والهدايا، فإنها تدخل السرور على النفس البشرية، والسؤال عنهم تارة بالمال وتارة بالخدمة، ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، ويكون الوصل أيضا بطلاقة الوجه،  والبشاشة، والنصح، والعفو، والصفح،

لأنها تقوي مشاعر التكاتف والأخوة والمودة والرحمة بين الأخوات وبعضهم، وبين الأقارب وبعضهم.

ويجب أن نوضح لأطفالنا مدى أهمية صلة الرحم في حياتنا بتبسيط شرح معنى صلة الرحم عن طريق الآيات القرآنية، والأحاديث الشريفة، والقصص الجميلة، وأيضا المواقف التي يقوم بها الوالدين بتفعيل صلة الرحم في الحياة أمام الأطفال ليتعلموا أهمية ترابط الأسرة، وترابط العائلة، مما يحثهم إلى هذه الصفة الجميلة، وينشأوا نشأة إسلامية صحيحة، فهم يتعلمون ويقتبسون هذه العادات والسلوكيات الإيجابية الصحيحة، وتقليدها من الوالدين وينشأوا بنفس هذه العادات مثل والديهم.

نحن في زمن التواصل الاجتماعي الزائف الذي أدى للكثير من التباعد بين ذوي الأرحام، فهنيئا لمن يجتمع إخوانه وأخواته في بيته أسبوعيا أو شهريا، سواء في حياة والديه أو بعد رحيلهم، *فهذه خير عبادة .*

يقول ابن القيم رحمه الله: “إن القوم ليتواصلون، فتكثر أموالهم ويكثر عددهم، وإن القوم ليتقاطعون فتقل أموالهم ويقل عددهم” وذلك لكثرة نصيب هؤلاء من الرحمة، وقلة نصيب هؤلاء منها.

لذلك يجب علينا المحافظة على العلاقة التي تربط الأخوات ببعضهم والأقارب ببعضهم، والعمل على إصلاح ذات بينهم، خاصة عند وقوع أي مشاحنات بينهم، أو وجود أي خصومات أو خلافات، فيجب إزالتها على الفور.

 ومن هنا نجد أن خفض الجناح بين الأهل والأحباب وبين الإخوة والأخوات لا يسمى ذلا، والتودد لهم لا يسمى نفاقا، والنزول عند رأيهم لا يسمى إنكسارا.

صلة الرحم والمحبة هي عز لك في الدنيا، ومدد في رزقك وعمرك،

صلة الرحم ليست خيار كالصداقات وعلاقات المصلحة، بل هي صنف من بر الوالدين؛ أداؤه واجب، والتقصير فيها عقوق، ومن وصل رحمه فقد عمر دنياه، وبورك له في رزقه وعمره،

وهي من أسباب بناء المجتمعات القوية والمترابطة، والتي نأمن فيها ونطمئن على أبنائنا في الأجيال القادمة -جعلنا الله وإياكم من البارين الواصلين لرحمنا- حيث يكرم الإنسان الذي يصل رحمه بحسن الخاتمة، ويكون أجره الجنة بأمر الله تعالى.

زر الذهاب إلى الأعلى