ألسنة العالم

بعد فوز جيورجيا ميلوني.. هل تعود “الفاشية” لإيطاليا؟

وقت النشر : 2022/09/26 04:47:19 PM

بعد فوز جيورجيا ميلوني.. هل تعود “الفاشية” لإيطاليا؟

حازم ابوالشيح

كما كان متوقعا جرت رياح الانتخابات الإيطالية بما تشتهي سفن قوى “اليمين المتطرف”، مع نجاح حزب “إخوة إيطاليا” فراتيلي ديتاليا في انتخابات الأحد، وستتولى بذلك وللمرة الأولى في تاريخ البلاد امرأة هي جيورجيا ميلوني زعيمة الحزب رئاسة الحكومة الإيطالية.

وبعد أن بقي في صفوف المعارضة في كل الحكومات المتعاقبة منذ الانتخابات التشريعية في 2018، فرض حزب إخوة إيطاليا “فراتيلي ديتاليا” نفسه لاعبا أولا، وانتقلت حصته من الأصوات من 4,3 في المئة قبل 4 سنوات إلى نحو ربع الأصوات، وفق استطلاعات الخروج من مكاتب الاقتراع الأحد، ليصبح بذلك الحزب الأول بإيطاليا.

ماذا تقول الأرقام؟

. حسب النتائج الأولية التي باتت شبه نهائية فقد فاز التحالف اليميني بزعامة حزب إخوة إيطاليا الذي تقوده جيورجيا ميلوني وتعود جذوره إلى “الفاشية الجديدة” بغالبية الأصوات.

وفق النتائج الأولية لأحزاب التحالف اليميني الثلاثة، فقد حصد إخوة إيطاليا أعلى نسبة أصوات بالانتخابات التشريعية بنحو 24.6%، حل بعده حزب الرابطة بنسبة 8.5% بقيادة ماتيو سالفيني، وحزب فورزا إيطاليا بزعامة سيلفيو برلسكوني حصد 8%، وبذلك يكون التحالف قد حصد أغلبية الأصوات بنسبة تقارب 43 بالمئة وهو ما يكفي لضمان السيطرة على مجلسي البرلمان.

. وفق المركز الإيطالي للدراسات الانتخابية، فإن حزب إخوان إيطاليا والرابطة الشمالية سيكونان قد حصدا معا، أعلى نسبة من الأصوات التي سجلتها أحزاب اليمين المتطرف على الإطلاق في تاريخ أوربا الغربية منذ عام 1945 ولغاية اللحظة.

ماذا يقول المراقبون؟

. مراقبون وخبراء يحذرون من الوقوع في فخ التصنيفات النمطية لليمين الإيطالي والأوروبي عامة، مستبعدين اعتبار النتائج بمثابة بداية عودة للنزعة الفاشية لإيطاليا.

. محللون يرون في هذا النصر التاريخي لليمين الإيطالي الجديد عقابا للأحزاب الكلاسيكية، أكثر منه اقتناعا بتوجهات وأفكار اليمين المتشدد، فيما يرى آخرون أنه لا ينبغي الاستهانة بالخلفيات الفاشية للحزب الفائز، وأنه مؤشر واقعي على أن قاعدة قوى اليمين المتشدد عريضة في الشارع الإيطالي.

انتصار متوقع

. يقول رئيس قسم السياسات الخارجية وشؤون الشرق الأوسط بالمنظمة الأوروبية للسياسات الاقتصادية والدبلوماسية ناصر زهير، في حديث لسكاي نيوز عربية:”انتصار اليمين المتطرف بإيطاليا كان متوقعا تماما في ظل الأزمات والسياسات الاقتصادية وحالة الغضب الشعبي في البلاد وعموم أوروبا، لكن المهم هنا ملاحظة أن هذه النتائج لا تعني توجها نحو عودة الفاشية، بل هي تعبير عن تصويت عقابي من الإيطاليين للأحزاب التقليدية التي حكمت إيطاليا خلال السنوات الأخيرة ولم تتمكن خلالها من إنقاذ البلاد من الأزمة الاقتصادية الخانقة”.

دور بيرلسكوني

. أضاف زهير قائلا :”من العوامل المهمة أيضا لانتصار ميلوني هو تحالفها مع كل من بيرلسكوني وسيلفيني، حيث يتمتع بيرلسكوني برمزية معينة في إيطاليا، وهو ما ساهم في دفع عجلة التصويت أكثر باتجاه ميلوني”.

زر الذهاب إلى الأعلى