أدبي

الحب وحده لا يكفي

وقت النشر : 2022/10/25 07:33:18 PM

الحب وحده لايكفي

بقلم: فاطمة غريب

يعاهدها على البقاء. يغازل عينيها البنية، وشفتاها الوردية. يرسم لها حلمًا ويضحك قائلًا لو أن السحب تهدى لأهداها سحابة كي تمطر حبًا عليها. ترتجف شوقًا له كي يأتي مسرعًا ليدفئ أناملها بهواء زفير رئتيه الساخن.
وتبتسم وتحتضن الوعود وتأكل الحلوى القطنية متذكرة السحاب الذي يريد أهداءها إياه. وتعد الليالي وتتوسد السهر. تسمع الأشعار، وتشتعل عيناها بالفرحة، لكنها تنسى أن الوعود تنكث، والسحاب لا يهدى ولا يؤكَل!.
وأن العين البنية التي يغرق فيها موجودة عند نصف سكان الكوكب!.

تنسى أن ليالي السهر تأكل من سنوات عمرها وانتظار الاجتماع سويًا يخط في كل سنة تجعيدة جديدة على جبينها. ولأنها جديدة على الحب تعتقد أنه لا ينتهي، والمسافات لا تمحيه، والقلب يبقى معلقًا بحبال الود مهما ابتعد اللقاء.

لكن الحياة لا تجمع المتحابين بهذه السهولة. وتأسيس عش الحب يحتاج للكثير من الجهد والاستمرار والمال.
في الحياة يتغذى نقص المال على العاطفة شيئًا فشيئًا حتى تضيق الأرض بالقلوب ويولد النفور.
فِي الحيَاة ليست كل الأماني ممكنة كما ردد على آذاننا هذا اللحن. بعض الأماني كالشوك الذي يعلق بالحلق لا هي ممكنة ولا نحن قادرين على إفلاتها.

في الحياة لا يبقى الأحبة سويًا في الحب والحياة؛ البقاء للأقدر والأصدق.
الحيَاة ليست سوداء والحب ليس ورديًا. الألوان تختلف باختلاف الظروف والأطراف، والتشدق بكلمات الحب مجرد إسفاف إن لم يتبعه مايثبت الحب من أفعال.

الجيد في الحياة وأيضًا سيء في الوقت نفسه أنها وبكل أسف تكشف لك زيف المشاعر وضبابية العهود وأقنعة الأشخاص. لذلك كلما نضج قلبك علمت أن الحب موجود لكنه لا يكفي. لا يكفي أن تحب لتقيم بيتًا دافئًا. وأن التفاهم والحكمة والصبر لهم النصيب الأكبر في استمرار البيوت، وأن البيوت ما قامت إلا على أسس التفاهم، والمودة، والمشاركة، والمؤازرة.
هل ذكرت حبًا؟!
لا، أعلم أنني لم أذكره لأن الحب يتحول لمودة وهي الأكثر عمقًا واستمرارًا.

الحب وحده لا يكفي بقلم: فاطمة غريب
الحب وحده لا يكفي
بقلم: فاطمة غريب

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى