أدبي

قد متنا!

وقت النشر : 2022/12/28 08:31:59 PM

قد متنا!

بقلم: عزت أباظة

كانت الظنون مقتلة
والتخمين متاهة لا أرى فيها سبيلي
وكنت أتلاشى ببطء شديد على حدود عالمك
ودون رغبة مني انسقت بنعومة إلى حتفي
استسلمت للاحتراق فيك وكنت انتشي بدلا من أن أتألم
ولم تتوقف عن إثارة دهشتي
لم تتوقف عن إسعادي ولا عن جرحي
كنت تطعنني ثم تقبل موضع الطعنة بشفتيك فتبرأ على الفور
كنت أراك تتألم من قربي
وصرت أراك تتألم في بعدي
ولكن انبعثت اللعنة تلاحقك وتلاحقني
لقد اخترت الانعزال عنك وعنهم
على حافة هذا الكون أعيش
لا يصلني شيء من الضجيج
إلا الصخب والفوضى الناجمة عنك
ينتحر المنطق أمامك في كل مرة
ليس بوسعي مساعدتك للأسف
لذلك أنا ميت فلا تعلق أي رجاء بالأموات
خلف عقلك الواعي يرقد جثماني فى سلام
وتنوء رأسك بثقل يجهد أعصابك
أنت تحمل رأسي معك
مثل عقاب أسطوري يليق بك
ويبقى لك صوتي يحمل في نبرته صدق مسعاي فيك فتألم ما وسعك أن تتألم
وذق فى حياتك ما ذقته أنا حين كنت على قيد الحياة
هكذا يصبح موتي مدهشا كما يقول نزار
وينسدل ستار كثيف الخامة على مسرحية مؤلمة حزينة غير مضحكة لم تنجح في جذب الجمهور
لا يتعلق الأمر بمشيئتك أو إرادتك
سوف تحملني معك بعد موتي
رغما عنك سوف أزورك في أحلامك
سيلازمك طيفي ملازمة الظل حتى تموت
لن يقوى قلبك على نسيان التعيس البائس الذي مات على عتبتك وسالت دماؤه على مذبحك
لم تفلح كل الحيل في جلب الحياة لنا
ولم يكن هناك حل إلا الموت
ذات يوم كنت أحبك
ذات يوم كنت تحبني
ثم افترقنا ولما التقينا مجددا
لم أعد أحبك ولم تعد تحبني
كنا قد متنا!

قد متنا!بقلم: عزت أباظة
قد متنا!
بقلم: عزت أباظة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى