راق لي ما سمعته عن تبني بعض الإخوة من أهالينا العاملين بالخارج من تقديم مساندة مفرحة لدعم اقتصادمصر ب 200$ من كل شخص من العشرة مليون ممن يعملون بالخارج، وذلك في استهداف لمبلغ كبير يدخل في خرانة البنك المركزي المصري ليسهم وليقوي الاحتياطي الدولاري في دعم عجلة الاقتصاد.
ولقد وجدت أنني أهلل وأحدث نفسي وأتوجه إلى المولي -عز وجل- بالتضرع له سبحانه الذي أقسم بأننا في مصر سنظل في رباط إلى يوم الميعاد.
“الله على أحلى الأفكار التي تنبع من ولاء وانتماء وحلاوة ولادك يا مصر!”
لقد تأثر شبابك بندائك الفطري لديهم الذي تصدر وتكون بقوة تجاه الحضن الكبير للأم الأصيلة، والتي لطالما أعطت الكثير من الرعاية والحماية والحنان لكل أبنائك وقت العنفوان والقدرة علي العطاء بسخاء، وتذكر لحظات عانى فيها منذ ترك أرضك وأمانك ولمس قسوة الغربة ومرارتها، وتذكر وحن لأيامٍ ذاق فيها مشاعر العروبة والألفة من الأهل والأصحاب والجيران، وعزوة العيلة ودفء وحضن البيت، والذكريات المدرسية والحماس في المرحلة الجامعية، وهداية وسكينة الجامع، وأجراس الكنيسة التي تعلمنا معهم حب الله والأهل والوطن والأرض.
وهنا أتساءل إذا شعر بأنينك المغترب عنك، فما بالنا بالمتعايش لأحوالك ويلمس يوميا غول التغيرات الدولية، والتي تؤثر بالسلب على مجريات الأحداث وتذبذب العملة الدولارية الصعبة مما أدى إلى زيادة الأسعار بشكل جنوني غير مسبوق وتدني قيمة وقوة تحمل الجنيه المصري لكل ما جد وأثر على الأحوال الاقتصادية والمعيشية لكل الطبقات بلا هوادة.
أتمنى ضرورة تسليط الضوء على مساهمات ومساندات كبار المستثمرين ورواد الأعمال الناجحين والمهمومين بالكيان الوطني، الذين زرعوا ثم حصدوا ثمار تهيئة الظروف والمناخ المناسب لنجاح استثماراتهم على أرض الكنانة وتوعية الآخرين المتفرجين بإبراز دورهم الوطني في دعم مصر أسوة بما تم منهم في لوحة شرف تخلد أسماءهم، وبمبادرة أبنائنا بالخارج المشرقة التي تدعو للتفاؤل، فحقًا الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة.
وأتساءل أيضًا أين إعلامينا وفنانينا ولاعبينا ومثقفينا، قوتنا الناعمة القادرة على التأثير في دعم مسيرة مصر الاقتصادية حتى نقفز هذه الأزمة العالمية التي لم ينج منها أحد؟ و ما سيكون إلا بتكاتف كل وطني محب رشف من نيلك يا مصر.