لَوْلَاكِ
“أحاسيس”
بقلم: مصطفى الحاج حسين
إسطنبول
كل صباحٍ.. ينبعث منكِ الضّوء
تغمرينَ قلبي برائحةِ النّدى
أتنفسُ ضحكتكِ
أحتسي فتنة عينيكِ
أوغل في تأمل روحكِ
أرتحل في ثنايا البوحِ
أثمل من سهوبِ أنوثتكِ
أتأكدُ أنّكِ روح الكون
لولاكِ..
ما كان للوجودِ طعم ولا معنى..
وما كان للغةِ أجنحة
ولا للسماءِ شهوقٍ
لولاكِ..
لغادرَ الموج البحر
وانتابت القمر كآبةٌ وملل
وظنّت الفراشات
أنّ لا ورد في الدنيا
والورد سيعتقد
أنه ثقيل الدّم
وغليظ الأنفاس
ما كان للموسيقى أثر
ولا عرفت العصافير
أن تحلّق
وما كان من داعٍ
للسّهرِ وللشعرِ
لولاكِ..
يرحل الليل بلا رجعة
وتتخلّى الفصول عنّا
وتصير المطر حطبًا
والغيم جبلًا من ترابٍ وحجر
لولاكِ..
قد تكفّ الأرض عن دورانها
وتفقد الحياة بهجتها
والأشياء تأبى أن تطاوعنا
يتمرّد الهواء ويتحجّر
وربما ينتحر
إذ لا معنى لنبضهِ
لولا أنتِ
لا حاجة للدّروبِ واجتياز المسافات
ما حاجة الشجر للغصونِ؟!
وما حاجة الثلج لبياضهِ؟!
ستكون الأسماء بلا إسم
والأماكن ستتخلّى عن عناوينها
وطعم العسل سيصير مالحًا
ومذاق القهوة فلفلا حارًا
وكنتُ..
لن أحتاج لعينيّ ويديّ
سأعتبرهما زائدتان عندي
وشفتيّ تتحولان إلى خشب الزمن..
طاعن بالعفونةِ
الجّبالُ ستقع
الوديان ستنتفخُ بالرّطوبةِ
الظلالُ ستحترق
الهواجسُ ستختنق
الأحلامُ لن تنبعث
وسيكون الصّوتُ أخرس
والصّمتُ هو السائد المطلق
لولا أنتِ
اشرحي هذا لقلبــــــــي
بقلم: أحمد حواس
اشرحي هذا لقلبــــــــي
فسري هذا العذاب
أخبريه بأننا لن نلتقـي
واغلقي الأبواب
في وجه الحنين
علِّميه حبيبتي
أن يكتفي ببقايا حرفك
حين ينبض خائفًا
لو أنكِ يومًا بقصد
ترحلين
ساعديه صغيرتي
أن يكمل الأيام
في صمت
ويرحل في سكون
اشرحي هذا لقلبــــــــي
حاولي
أن تمنحيه نهايةً
ترقى لهذا العشق
تختصر الأنين
عامليه كأنه طفل صغير
مضطرب
لا يدري شيء
عن بدايات الجنون
لا تعبثين بنبضه
فهناك أوجاع تهون
وهناك طعنات صغيرة
لا تهون
ترتيب هذا النبض
شيء مرهق جدًا
وأنتِ تعرفين
والحب كالأحــلام
ضربا من خيال
كنَّا نحياه قديما
منذ آلاف السنيـن
اشرحي هذا لقلبــــي
عاقبيه حبيبتي
مزقي تلك الدفاتر
في يديه
واذبحي هذا الوتيـــن
وامنحيه قبلتين
حينما يبكي وحيدا
واقتليني
بعد هذا كله
أنا ما عهدتك تبخلين
فالموت بين يديك
أمر رائع
لو تعلميــن
