مقالات متنوعة
أخر الأخبار

تحيا مصر

وقت النشر : 2023/04/26 01:32:27 PM

تحيا مصر

كتب: حافظ الأسيوطي

في مساحة ما يركض أحدهم منذ أعوام، ذلك الذي أخبروه وهو صغير أنه يمتلك من المميزات كل شيء،

يمتلك وطنًا هو أم الدنيا، ومناخًا هو الأفضل عالميًا

وذكاء طفل نابغة يتربع به على عرش ال IQ،

وبقليل من الخبرة مع تلك المعطيات فأنت قادر أن تؤهلك لأن تقود العالم.

ولأنه رأى العالم من حوله كجميع من في قطار الحياة أو الموت

إن أردتها فعليك السعي، فقال وما ضير قليل من الركض وأصل!

كان وهو صغير لا تسأله عما يتمنى عندما يكبر إلا ويجبك إجاباتٍ مضحكة لطالما أضحكت المعلمين منه

لست أدري أكانت ضحكات سخرية أم ضحكات عجز،

فالعجز مضحك أيضًا، ولعل من أشهر أحلامه:

“عندما أكبر سأكون طيارًا”.

حسنًا، ولمَ لا!

فالأحلام للجميع، الأحلام هي الدليل الوحيد أننا مازلنا نحيا، الأحلام هي التي تدفعك للركض

ولابد أن نكون ممتنين لها حتى وإن كانت سرابًا، وإن غاب هذا السراب

يكون الموت حتميًا، وقد رأيت هذا.

كان يتطلع للحياة بشغفٍ وإقدام، بينما أول شيء كان يردده

كي يتعلمه في اصطفاف الصباح أنه يجب أن نموت كي تحيا مصر، وللأمانة

فإنه شيء يدعو للفخر أن تكون هذا البطل الذي يموت كي يحيا الوطن، ذلك البطل الذي ظل يركض

ويتخلى عن أحلامه، حلم تلو الآخر، ومع كل حلم

كان يرحل معه شيء من الحياة ويحل محله شيء من الموت.

ظل ذلك البطل يركض ولا يتوقف رغم أنه كان يود أن يحيا؛ فقط يحيا

لكن يبدو أن الهتاف في صغره لم يكن مجرد هتاف مكرر

لاثني عشر عام في اصطفاف المدرسة الصباحي، بل هم كانوا حقًا جادين، فكان علينا أن ندرك

منذ أول يوم أننا يجب أن نموت، نموت كي تحيا مصر.

حتى تكرار كلمة نموت لم يكن صدفة أيضًا، إنما هو ما سوف يحدث حقًا، كان ينبغي علينا

أن ندرك أننا سوف نموت كثيرًا عند كل فراق

ومع كل فقدٍ، وعند كل تخلٍ عن حلم سوف نموت، ولكن علينا أن نكون فخورين، فموتنا لن يذهب هباء

إنما نحن سنموت لكي تحيا مصر.

تحيا مصر
تحيا مصر

mai khafaga

,Doctor of mental health , life coach , human development trainer , writer of novels and short stories , designer llustrator editor at the first issue newspaper
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى