أخبار مصر

واصبر

واصبر

وقت النشر : 2023/05/18 07:45:22 AM

واصبر

بقلم: فاطمة عبد العزيز محمد

واصبر..

في حياتنا كثيرًا ما نتعرض لأزمات ومشاكل، بعضنا قد لا يتحملها فيجزع وينفعل مما يجعله يرتكب أخطاء يندم عليها، وبعضنا يصبر ويلجأ إلى الله لينجيه من محنته.

وقد وعد الله تعالى عباده الصّابرين بالأجر والثواب العظيم في أكثر من سورة وآية، حيث أعد لهم جنات النعيم، وعوضهم أجر صبرهم وأعطاهم من الجزاء أضعاف ما تمنوا مما صبروا عليه.

ويظهر أثر الصبر على العبد في الدنيا قبل الآخرة، فيعوضه الله بما هو خير له، فيوسع له في رزقه، ويجعل له بركةً في كلِّ شيء، وينقله من البلاء والشقاء إلى النّعيم والعطاء.

وقال تعالى:

“إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ”                     [الزمر: 10].

فلم يحدّد الله جزاءً محدّدًا للصابرين، وإنما هو كثير بغير حساب، ولو لم يكن للصبر إلّا هذا الفضل لكفى.

وقوله تعالى:

“وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ*جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلللِّ بَابٍ*سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ”

وقال الله تعالى:

” إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ” .. [البقرة: 153].

ونبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم لما أُوذي ونال من الأذى في سبيل الدعوة إلى الله، وصبر على ذلك رفع الله من شأنه، قال تعالى:

” وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ” [الشرح: 4].

قال تعالى:

” لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ” [الأحزاب: 21].

 عليه السلام لما مرض وصبر أثنى الله عز وجل عليه بقوله تعالى:

” نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ” [ص: 44].

ومؤمنو آل فرعون، لما أسلموا وباشـرت قلوبهم للإيمان هدَّدَهم، وتوعَّدهم فرعون بالقتل والتعذيب وصبروا على ذلك؛ قال تعالى:

“قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا”  [طه: 72].

إن حياة المسلم إمّا سراء وإما ضراء، يسارع في السراء الى شكر الله، ويعلم أنّ هذا من فضل الله، فيحمده على ما أنعم عليه من نعم الدنيا والآخرة الظاهرة والباطنة.

أما في الضرّاء فيحاول أن يكون من الصابرين، فالله تعالى هو الذي خلق الإنسان، وهو أعلم به، يدبر أمره، ويفعل به ما يشاء، وما على الإنسان سوى أن يرضى بقضاء الله تعالى، ويستسلم له، ومما يهون عليه، أن يتذكر فضل ما هو فيه، ويقارنه بما ابتلي به غيره.

ويقول الرسول عليه الصلاة والسّلام:

عجباً لأمرِ المؤمنِ، إنّ أمرَه كلَّه خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمنِ؛ إن أصابته سراءُ شكرَ، فكان خير بلسم له، وإن أصابته ضراءُ صبر، فكان خير له..

 

 

واصبر
واصبر

زر الذهاب إلى الأعلى