أخبار مصر

رفقاً بالقوارير

وقت النشر : 2023/09/02 02:54:32 PM

رفقاً بالقوارير 

بقلم :رشا علواني 

لقد كثر الحديث في تلك الأيام عن تفسر حديث الرسول صلي الله عليه وسلم عن الرفق بالقوارير، وأصبح كل شخص يفسر الاحاديث و الآيات القرانيه حسب وجه نظرة و تصورة، فبعض الرجال يروي أن فتيات تلك الأيام ليس بالقوارير التي ذكرها الرسول صلي الله عليه وسلم في الحديث، قبل الاستفاضة في الحديث هيا بنا نتذكر معا الحديث و نتعرف علي تفسيره الصحيح .

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرة له، فحدا الحادي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ارفق يا انجشة، و يحك بالقوارير “

شرح الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان خارجاً مع بعض نسائه في أحد الأسفار، و قد تولي سوق الإبل غلاما حسن الصوت يدعي انجشة؛ كان يحدو الإبل، هو أن يأتي الراعي بأصوات حسنه تألفها الإبل، فتجتمع حوله و تلتفت إلية، و تقبل عليه حتي لو كانت بعيدة و تسرع في السير، ولما علا صوت انجشة بالحداء أسرعت الإبل خطاها، و اخذت تترنم و تسير بصورة غير متزنة، وعلي ظهرها تستقر بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم و غيرهن من النساء.

وحينها أمر النبي بالرفق بهن، و السير بشكل متأن حتي يأمن علي النساء من السقوط او حدوث الضرر، و لا سيما أن منهن الضعاف و كبيرات السن، و كانت من ضمن النساء المتواجدات علي ظهر الإبل أم سليم رضي الله عنها و أم أنس بن مالك رضي الله عنها.

ولقد شبه الرسول الكريم النساء بالقوارير وذلك حتي يكون معشر الرجال حريصين عليهن و يرفقن بحالهن، ولأن النساء ضعيفات العزم.

كما يترفق المرء بالقارورة المصنوعة من الزجاج، إذا حملها علي ظهر دابته، خوفاً من كسرها .

وهنا وصف النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث ضعف النساء و سهولة كسرهن، أو التقوى عليهن، و إلحاق، لذا يجب الحفاظ علي المرأة الضعيفة التي مهما بلغت قوتها فهي من النساء و يجب الحفاظ علي هذة القوارير، فلا تهان ولا تضرب، و لا يتلاعب بمشاعره و نفسها بكل استخفاف و تهاون، بل ينبغي مراعاة ما جبلت علية خشية إلحاق الضرر بها، و الحرص علي مؤانستها، و حسن الخلق معها، بدءا من معاشرتها بالمعروف، و ملاطفتها، ولين الطبع معها.

وهنا نذكر قول الرسول صلي الله عليه وسلم:

استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، و إن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه خسرته، و إن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء .

كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم نساءه أمر دينهم و دنياهم، و كان يصبر علي ما يقع منهن من تصرفات مختلفة، كفعل إحداهن أمرا دون علمة، وكان صلي الله عليه وسلم يشاورهم في الرأي، فإذا كان هذا حال نبينا الكريم فما هو حالكم معشر الرجال هل أنت أفضل من خاتم الأنبياء والمرسلين؟

هيا بنا نري حال صحابة الرسول صلي الله عليه وسلم

فعثمان بن عفان رضي الله عنه لم يحضر غزوة بدر بسبب مرض زوجتة السيدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

وإليكم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الملقب بالفاروق من يهابة أعظم و أشجع الرجال، عندما ذهب إلية رجل يشتكي له من زوجتة التي تخاصمه و ترفع صوتها عليه، فعزم الرجل علي الذهاب إلي أمير المؤمنين الذي عرف عنه القوة في الحق و العدل و الرأي الحكيم

و عندما وصل الرجل إلي بيت الفاروق عمر إذا به يسمع زوجة أمير المؤمنين ترفع صوتها في وجهة و تخاصمة، فعند ذالك شعر الرجل بالحرج و هم بالانصراف، فإذا بأمير المؤمنين يخرج في تلك اللحظة من بيته قدرا فقابل الرجل فسأله

ما الذي اوقفك ببابي ؟

قال: جئت اشكي زوجتي إلي أمير المؤمنين لأنها ترفع صوتها علي و تخاصمني، و لكنني سمعت رغما عني عندما اقتربت من منزلك إن زوجتك تخاصمك و ترفع صوتها، فقلت في نفسي هذا أمير المؤمنين و تفعل معه زوجته هكذا فكيف بي أنا،فتبسم أمير المؤمنين و قال: انهن زوجاتنا، أن كرهنا منهن سلوك قبلنا غيرة.

فاليوم قد زاد الحديث عن أن نساء تلك الأيام ليسوا بالقوارير الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرفق بهن. و يرى بعض الرجال بأن نساء تلك الأيام بعضها مسترجل و الآخر منحل، وقد كثر الحديث عن ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فتلك الصفات التي ترفضها اليوم من صنعك انت عزيزى الرجل، انت من اهملت الرعاية و الاحتواء و الأمان، انت من اهملت التربيه و التنشئة.

عزيز الرجل انت لست بنك متنقل أو ماكينة سحب نقدي، ليس الحياة كلها عمل، تذكر بأنك تركت ورائك أم و زوجة و أخت و ابنه تريد الرعاية و الاحتواء النفسي و العاطفي، لاتهمل كل ذلك وتذهب في أوقات فراغك للترويح عن نفسك فقط أجعل جزء لأهل بيتك، فهي لن تتعلم من تلقاء نفسها، حتي لا يأتي من يرفع شعارات كما يحدث، ويقال

المسترجلة مش قارورة، العنيدة مش قارورة، الاسترونج اندبندنت مش قارورة، يؤسفني أن أقول لك أن كل ذلك من صنع يديك يا عزيزي، فمن وصفتها بالعنيدة و المتبرجة و صاحبة الصوت العالي، و الاسترونج اندبندتت و من تشتكي ضيق العيش. من وصفتها بأنها لا تستحق الرفق أو اللين، من قال بأنها ليست من ضمن القوارير التي أوصي بها الرسول صلي الله عليه وسلم

أريد أن اقول لك أين كنت من تربيتها و احتوائها، لا تجعلوا نسائكم وبناتكم يأكلون من نفايات العلاقات و تعود وترفع صوتك بتفسير الأحاديث والأيام كما يحلو للبعض .

ارفقوا بالقوارير.

كن لها محمداً تكن لك خديجة

زر الذهاب إلى الأعلى