أخبار مصر

تخاريف شتوية

وقت النشر : 2023/11/20 04:39:38 PM

تخاريف شتوية

بقلم: هبة محمد زغلول

مشهد (2)

تمضي الساعات والدقائق والثواني ثقيلة ومؤلمة، وكل زفرة من أنفاسي إنَّما هي خناجر تمزق ضلوعي ولكنها لا تستطيع المضي لتنال من قلبي.

آه لو كان بمقدورها أن تنفذ له.

هاهو أول ضوء من خيوط النهار قد بدأ في الظهور.

نعم إنَّهُ الأمل، إنَّهُ الشروق الذي طالما سمعت الحديث عنه.

أرجوك أغمرني بنورك وأدفع به ليملأ قلبي وروحي والتى طال رثاء الظلام لها وقد هيئ لها لحد الممات.

أخبرني أنه لم يأت الأوان بعد ليكون الممات .. أو أخبرني أنه كذلك.

ولكن لا تترك قلبي ليتعذب بين هذه السكرات.

لقد بدأ الضوء الخافت بالتسلل بهدوء إلى الفضاء كما لو كان مجموعة من الحوريات تمهد وتعيد ترتيب هذا الصرح ليناسب وقار وهيبة ملكة قادمة.

ولكن أين هي؟

لا بد أنها هي القادمة؛ إن موكب الملكة قد بدأ بالتقدم.

هاهي البشائر مع أول شعاع ضوء صريح ينبئُ أن موكبها قادم باتجاهي .. هاهو الثاني والثالث إنهم يتتابعون.

إنهم الحراس وأنا أرقب بلهفة انتظار هذه الملكة لأشكو إليها همي وأنعي إليها عبرات قلبي.

إني أراها قد بدأت بالظهور، و لكن ما هذا إن الحراس يمنعوني بتلك خيوط الآشعة؛ إنهم يأسرونني بعيدًا عنها لتصفعني بالأشعة على وجهي وعلى عيني كضربات سوط مؤلمة، إنهم يمنعوني عنك يا مولاتي.

لماذا يأخذوني بعيدًا عنك؟

الآن أصبحتُ أعرف، ليس هم من يمنعوني ولكنه أنت!

لقد أرسلتهم كدوريات الاستطلاع، لدراسة قوة حصوني وقدرتها على الاحتمال، وهل أستحق الانضمام لموكبك أم لا؟

فمع أول شعاع ضوء باغتني، تجلت الحقيقة بأنني لم أُصبح سوى بقايا إنسان بائس وعاجز أمامك.

وأنت يا مولاتي لا تقبلين بأنصاف الحلول.

لن أيأس ولن تكون النهاية، لعلي أجد فرصة أخرى وحراسك في غفلة عنك، لأقدم لك أوراقي وأثبت إليك أنني أستحق أن أمارس تجربة النور، وأن تمنحيني تذكرة أستطيع بها البحث عن الأمل.

لقد انهمك حراسك الآن في العمل وكلما ازدادوا انشغالًا بالعمل ازدادوا حدة وكذلك أنت؛ تزدادي نورًا وصلابةً وجرأة.

سوف أتناسىٰ أمرك الآن إلى أن أجد إليك سبيل آخر.

زر الذهاب إلى الأعلى