أخبار مصر

صهد الظهيرة

وقت النشر : 2024/01/05 04:28:52 PM

صهد الظهيرة
بقلم: نهى السنوسي

بعد يومٍ ملئ بالتعب والانهاك في إنجاز مهام الحياة في محاولة لتحقيق الأهداف بين سديم الأمنيات؛ اجلس بمفردي، فيغمرني الحنين لذكريات ولت وانقضت بعد أن نقشت على جدران ذاكرتي.

فأتذكر أيامنا في بيت جدي الكبير حين كنا أطفالًا نلعب ونلهو بكل متعة وبراءة لا نكل ولا نمل ولا نشعر بالتعب، حينما كانت أنفاسنا لاهثة كالقطارات الاكسبريس السريعة التي تتحرك من محطة الركاب فترجرج عجلاتها القضبان في سرعة وخفة، ويدوي صوت صفارتها في عنان السماء وكأنَّ قطار الحياة يمضي ويتركك بلا مأوى.

لم نكن نشعر وقتها بآلام الحياة وصرخاتها، حينما كنا نتسلل للعب في خارج بيتنا في وقت الظهيرة وهو وقت الشقاوة والانفلات؛ حيث يكون الجو صهدًا من شدة الحرارة والكل غارقًا في غفوة القيلولة، فنبدأ نخطط وندبر خطوات حراكنا الخفي حتى لا يشعر بنا أحد، ونلوذُ بالفرار إلى بئر حفر بجانب بيت جدنا فيبدأ كل منا في جذب الآخر إلى المياه الزاحفة في هدوووء.

فتغمرنا فرحة تروي دمائنا بآمال الحياة وروعتها حتي لا نشعر وقتها برخامة الجو.
فدغدغة المياه الجارية تشعرنا بلذة منتشية لا يستشعرها سوانا
أتتذكرين هذه الأيام ؟!.
هكذا ….كنا….
كنا كالنسمة العابرة في صهد الظهيرة القاتلة
كنا كالوشم المدقوق بين بؤبؤ العينين
كنا الروح
كنا الجسد
كنا الحياة
كنا الأمل

زر الذهاب إلى الأعلى