أدبيمقالات متنوعة

الثانية فجرًا

وقت النشر : 2024/01/05 11:53:30 PM

الثانية فجرًا

بقلم: منى أحمد إبراهيم

مساؤك طيب سيدي
سيدي
كم هي عذبة تلك الكلمة
تعيد لروحي السكينة وتمدني برهافة الوداعة حينما أكون بين يديك
ينازعني الأرق فيصفعني بدوي الحنين إليك تارة،
ويربت على خدي بصفرته تارة أخرى
باتت ليالي طويلة لا نوم فيها يزورني فتهون معه الساعات الطوال؛
وكأنَّ النوم يحترم ذكراك وملكيتك المطلقة للساعات والدقائق بيننا
يبست أناملي وأنا أعتصر قلادتي بينما تمددت على أريكتي انتظارًا لك
لتأتي وترسمني بريشتك تلك اللوحة الخالدة لقصة حب لم يعهد مثلها الزمان

تلك اللوحة التي لم يقدر لها أن تُرسَم بعد.. لتكون لوحة لم يرسمها دافنشي

أستلقي بمفردي والأجواء تنخرها البرودة فأدفئها أنا بأملي القائم بقدومك
أقلب النظر لجدران غرفتي التي طلينا جدرانها سويًا من ألوان زهورنا
ونقشنا عليها من أحلامنا وآهاتنا وأنَّاتنا فلا أجد يديك تحتضن يدي
ولا أناملك تداعب راحتي
ولا عينيك وهي تغمز غزلًا لحمرة وجنتي
فأتجرع بداخلي آهاتي وتنهيداتي المدوية
فلا حاجة لي لشريك لها سواك
ولا فرحة لقلبي أن يمتص مرارتها إلاك
لا أحد يعلم أن كل ليلة تمر بدونك هي ليلتي الأخيرة
أحمل فيها كفني بيدي وآتي بابك علك تفتحه مرة أخرى وتقبل مني أن تكون روحي قربان رجوعك
وثوبي الأبيض يكون لوحة جديدة ترسم عليها ما تبقى من أملي وحلمي في الحياة
سأظل مقيمة على بابك أنتظر أن تفتحه
فإن سمعت دقاتي يومًا ووجدتني فاجمع رمادي من على شطآن الأنهار وارسم به ما استطعت من ملامحي على ثوبي الأبيض
ودعه يترقرق عي صفحة المياه دومًا وأبدًا.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى