أخبار مصر

أنهلك وفينا الصالحون؟! 

وقت النشر : 2024/01/30 11:30:03 PM

أنهلك وفينا الصالحون؟! 

بقلم: د/ سلامة عمر

كان رد النبي ﷺ على هذا السؤال: “نعم إذا كثر الخبث!”

فقد عمت العقوبات لهذا السبب كما قالﷺ في حديث آخر:

“إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه؛ أوشك أن يعمهم الله بعقابه”، وقال تعالى:

{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} سورة الأنفال، آية 25.

وقولهﷺ إذا كثر الخبث، معناه، عند أكثر أهل العلم الزنا وإشاعة قصص الزنا وقذف المحصنات وغيرها..

ولم يكتفِ الإسلام بالنَّهي عن الفواحش وحسب؛ بل جفَّف منابعها، وقطع وسائل انتشارها؛ فحرَّم كل ما يؤدي إلى تهوينها في عيون الناس، وذيوعها وإشاعتها في المجتمعات صيانة لها، وحفاظًا على أمنها وسلامها الأخلاقي والقِيَمي، فقال تعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} سورة النور، آية 19.

وقال أيضًا:

{وَلَوْلَآ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَٰنَكَ هَٰذَا بُهْتَٰنٌ عَظِيمٌ} سورة النور، آية 16.

يتضح لنا هنا قول الرسول ﷺ مشددًا على أنه يجب على كلّ إنسان إذا سمع بوقوع منكر من المنكرات أن يحمد الله على السَّلامة، وأن يسأله العافية، وأن يتعظ ويحفظ لسانه، فقد أخرج البخاري عن علي بن أبي طالب قال‏:‏

“القائل للفاحشة، والذي يشيع بها، في الإثم سواء‏” رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

فقد قال أبو ذرّ رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم قال:

“أيما رجل أشاع على امرئ مسلم كلمة، وهو منها بريء، ليشينه بها، كان حقًا على الله أن يعذبه بها يوم القيامة في النار، حتى يأتي بنفاذ ما قال.” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فهل الذي ينجي الأمة هو أن يكونوا من المصلحين الصالحين؟

المانع من نزول العذاب هو الإصلاح لا مجرد الصلاح، فيجب أن يكون الإنسان صالحًا في نفسه مصلحًا لغيره، واعلموا أنه إن لم يكن مصلحًا، فإنه لا يكون صالحًا؛ لأن حقيقة الصلاح وتمامه إنما تكون بالإصلاح، قال تعالى:

{وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} سورة هود الآية 117.

نسأل الله تعالى الهدى والتقى والعفاف والغني، ونسأله تعالى أن يبعد عنّا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يبعد عنّا وساوس الشيطان وفتن النساء.

زر الذهاب إلى الأعلى